العراق«ثكنة عسكرية»:انتخابات المحافظات اليوم ومخاوف من التزوير
تحول العراق عشية انتخابات مجالس المحافظات اليوم إلى ما يشبه »ثكنة عسكرية« حقيقية، مع انتشار قوات الأمن بشكل مكثف وإغلاق الحدود مع الدول المجاورة، بمشاركة واسعة من قوات الاحتلال الاميركية، فيما برز أمس، تزايد الحديث عن محاولات شراء الأصوات والتزوير، ما قد يفتح الباب أمام التشكيك بنزاهتها.
ويتوجه حوالى ١٥ مليون عراقي إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، التي تعد الأكبر من حيث عدد المرشحين والناخبين والكيانات المتنافسة والميزانيات الضخمة التي أنفقت على الدعاية الانتخابية في تاريخ العراق، والتي يعتقد انها ستعكس شكل البرلمان العراقي المقبل في انتخابات نهاية العام .٢٠٠٩
ومن المقرر أن يدلي الناخبون بأصواتهم في نحو ٧ آلاف مركز انتخابي و٤٢ ألف محطة انتخابية. ويشارك ٤٠١ كيان سياسي في انتخابات ستجري في ١٤ من أصل ١٨ محافظة باستثناء كركوك ومحافظات كردستان الثلاث السليمانية واربيل ودهوك. ويتنافس ١٤٤٣١ مرشحا على ٤٤٠ مقعدا، يخشى مراقبون من ان يتم تقاسمها بين المكونات الطائفية، ما يساهم في اضعاف اضافي للدولة.
وعشية الانتخابات تم تشديد الأمن، وفرض حظر تجول على الآليات في محافظة نينوى خوفا من استهداف مراكز الاقتراع بسيارات مفخخة. وكان ثلاثة مرشحين إلى الانتخابات قتلوا أمس الأول في الموصل وديالى وبغداد. كما تم إغلاق مداخل المحافظات والحدود والمطار حتى صباح غد الأحد.
وفي حين أن قوات الاحتلال الأميركي لن تشارك مباشرة في حماية مراكز الاقتراع، فقد أعلنت أنها ستنشر قوات كبيرة في الشوارع.
واتهم مرشحون المسؤولين الحكوميين باستعمال موارد السلطة وتسخيرها لحملاتهم الدعائية، وهو أمر اعتبروه مخالفة انتخابية صريحة تستوجب على المفوضية العليا للانتخابات اتخاذ إجراءات قانونية ضدها، حيث تحرم القوانين استخدام المال العام أو أي من مصادره لتمويل الحملات الانتخابية للمرشحين.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي »طموحنا أن تجري الانتخابات بنزاهة كاملة وبشفافية عالية، لكن الموارد، وخاصة موارد الدولة، لم تكن متوفرة لكل المشاركين في الانتخابات بطريقة متساوية«. واشتكى من استعمال بعض كبار المسؤولين لوسائل حكومية في تحركاتهم في أنحاء البلاد وبحرية وسلاسة على خلاف المرشحين الآخرين الذين كانت تحركاتهم تحسب بدقة وعناية اخذين في الاعتبار الوضع الأمني.
كما بدا واضحا التفاوت الكبير في مستوى الحملات الدعائية، وخاصة تلك التابعة لأحزاب السلطة ومرشحيها على حساب حملات الأحزاب الأخرى التي لا تنتمي إلى السلطة والمرشحين المستقلين والتي كان البعض منها متواضعا ومحدودا جدا.
وتحدث العديد من أهالي بغداد عن محاولات قامت بها أحزاب معروفة لشراء أصوات الناخبين. ووزع مرشحون وأحزاب أغطية وساعات يد وملابس وأحذية رياضية على لاعبين ناشئين.
وقال عضو مجلس مفوضية الانتخابات القاضي قاسم العبودي إن المفوضية فرضت غرامات على ٣ لوائح سياسية لانتهاكها القانون الانتخابي. وأضاف »تلقينا عددا قليلا من التقارير حول محاولات لشراء أصوات وسنتخذ إجراءات ضد هذه الأحزاب«.
وقال رئيس المفوضية فرج الحيدري »سمعنا في أكثر من مناسبة كلاما عن دفع أموال لمصوتين من اجل التصويت لقائمة معينة«، مضيفا »نحن كمفوضية نتعامل مع هذا الموضوع بشكل رسمي... إذا كان هناك مشتك وإذا كانت هناك شكوى مقدمة سنتعامل مع الموضوع وبمهنية«.
إلى ذلك، حض إمام صلاة الجمعة في مدينة الصدر مظفر الموسوي الناخبين على المشاركة بكثافة لئلا »يملأ« آخرون أوراق الاقتراع. وندد بمن اسماهم »متسلقي سلم آل الصدر«، في إشارة إلى أحزاب تتبنى فكر المراجع الدينية للعائلة.
وقال الموسوي »ندعو أبناء مدينة الصدر للتصويت لئلا يؤدي عدم ذهابهم إلى ملء الاستمارات من قبل آخرين أو التزوير. من لا يشارك يخون الشهيد و(زعيم التيار الصدري) مقتدى« الصدر. وأضاف »بعض السياسيين والأحزاب يتكلمون باسم الصدرين (المرجعين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر) نقول لهم نحن أبناء الصدرين تحملنا عذاب وسوء (الرئيس السابق) صدام (حسين). انتبهوا، لا تدعوا أحدا يصعد على سلم آل الصدر«. وتابع »نقول لهم كتلتنا هي كتلة الأحرار المستقلين«. وقال »انتخبوا هذه الكتلة لكي ترفع عنكم المعاناة، اسمعوهم صوتكم غدا«.
ميدانيا، قتل ثلاثة من عناصر الشرطة، وأصيب ،٢٠ بانفجار عبوة خلال محاولتهم تفكيكها داخل مركز الشرطة في الديوانية. وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي إصابة جندي بجروح، بعد أن أطلق عليه عراقي النار في بيجي، مشيرة إلى أنها اعتقلت مطلق النار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد