عشرات المنازل طافت في القابون
لم يتبق لدى عائلة أبي علي سوى حرامات يجلسون عليها بعد أن طافت مياه الصرف الصحي في منزلهم وتبللت وتلوثت الفرشات الإسفنجية التي كانوا يجلسون عليها فاضطرت العائلة إلى تقاسم الحرام والجلوس عليه على حين كان البرد ينخر عظامهم مع انقطاع الكهرباء عن المنطقة.
عائلة أبي علي وهو اسم مستعار لإحدى العائلات المقيمة في حي البعث في منطقة القابون في العاصمة دمشق كانت كعشرات العائلات والسكان في المنطقة الذين طافت منازلهم أمس منذ الصباح وحتى ساعات الليل بسبب خروج مياه الصرف الصحي من فوهات التصريف في المنازل.
عائلة أبي علي استخدمت ما توفر لها من أدوات منزلية لنزح المياه من منزلهم إلى الشارع بعد أن ارتفع منسوبها لأكثر من عشرين سنتيمتراً في المنزل في الوقت الذي اضطر فيه أبو محمد وهو صاحب بقالية إلى إغلاق فتحات المجارير بمادة الإسمنت في محاولة لمنع المياه من الخروج منها وتلويث محتويات دكانه أما السكان الآخرون فحاولوا وضع قطع قماشية على فوهات المجارير لتحقيق الهدف ذاته.
جولة على المكان كانت كافية لتوضيح المعاناة فالرائحة الكريهة الناتجة عن بقايا مياه الصرف الصحي تزكم الأنوف في المنازل المنكوبة على حين بقايا الأتربة كانت ظاهرة للعيان بعد أن قام السكان بنزح المياه من منازلهم.
وحتى بعد نزح المياه فالآثار ما زالت باقية إذ إن محاولات حسين وهو عامل يقطن في غرفة مشتركة مع عدد من العمال الآخرين باءت بالفشل إذ لم تنفع مواد التعقيم التي احضروها من تخفيف حدة الرائحة أو إعطائهم شعورا بأن المشكلة انتهت.
ويقول السكان إن محاولاتهم الاتصال بالجهات المعنية من بلدية أو الصرف الصحي لم تحقق أي جدوى فإما أن يكون الهاتف مشغولاً أو يقول من يجيب على الهاتف بعدم توفر آليات لانشغالها جميعاً في العمل.
فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد