لاهاي تبتّ بملاحقة البشير اليوم

فيما ينتظر السودان والعالم قراراً مصيرياً من المزمع صدوره عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اليوم، للبتّ بطلبٍ لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، شنّ الأخير هجوماً إستباقياً على المحكمة أمس، مؤكداً أن «لا قيمة» لأحكامها في حسبان الخرطوم، في وقت ألمح فيه المدعي العام للمحكمة لويس مورينو ـ أوكامبو إلى أرجحية صدور القرار، قائلاً إن «الأدلة دامغة» والشهود بالعشرات.
وكانت المحكمة أعلنت في أواخر الشهر الماضي أنها ستبتّ اليوم بطلب قدمه لها مورينو ـ أوكامبو في 14 تموز الماضي، واتهم فيه البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتصدرها «الإبادة الجماعية» في إقليم دارفور السوداني المضطرب، مطالباً بالموافقة على تحرير مذكرة توقيف بحقه، في أول إجراء من نوعه ضد رئيس دولة في منصبه. وقال مورينو ـ أوكامبو، أمس، إن «لدينا أدلة دامغة ضد البشير... لدينا أكثر من 30 شاهداً سيروون كيف قام بإدارة وضبط كل شيء». وكان المدعي قال في مقابلة مع فضائية «الجزيرة»، أمس الأول، إن «لدى المحكمة أكثر من 100 شاهد على انتهاكات الجيش السوداني بحق سكان دارفور».
في هذه الأثناء، اختار الرئيس السوداني عشية صدور القرار ليدشّن «سد مروى» في شمالي الخرطوم، أكبر مشروع على النيل منذ إنشاء السد العالي في مصر قبل 40 عاماً. وقال، في خطاب ألقاه أمام آلاف السودانيين، إن «أي قرار سيصدر من المحكمة الجنائية الدولية لا قيمة له عندنا، وسيكون مصيره مثل القرارات التي سبقته». أضاف البشير «عندما صدر القرار 1706 (لمجلس الأمن بشأن نشر قوات دولية في دارفور في العام 2006)، قلنا لهم إن عليهم أن يبلوا القرار ويشربوا ماءه، والآن نقول لهم إن عليهم أن يستعدوا ليفعلوا به مثل سابقه».
وأعلن البشير، خلال الاحتفال بالمشروع الأضخم لتوليد الكهرباء في البلاد، خفض رسوم الكهرباء للقطاع السكني للمستهلكين والصناعيين بنسبة 25 في المئة، وللمزارعين بنسبة 30 في المئة. وقال «سنرد على كل هذه القرارات (الدولية) بمشروعات تنموية جديدة مثل هذا (سدّ مروى)»، معتبراً أن «العالم الغربي يستهدف السودان لتعطيل مسيرته ومسيرة مشروعات التنمية فيه، ونحن لن نلتفت لذلك».
وكان آلاف السودانيين تجمعوا منذ الصباح للاحتفال بافتتاح سد مروى، الذي بلغت كلفته ملياري دولار وشارك في بنائه 40 ألف سوداني. ووزعت على هؤلاء ملصقات تدعم البشير كُتب عليها «نحن معك». وحضر مورينو ـ أوكامبو فــي صور مشطوبة بالأحمر راح المشـاركون يدوسونها، وفي مجسم بالحجم الطبيعي وُضع على فوهة مجسمين لصاروخين حملا اسمي «البشير 1» و«البشير 2».
وفي الأمم المتحدة، قال رئيس عمليات حفظ السلام ألان لو روا، إن بعثتي المنظمة في السودان تعدّان خططا لاحتواء أي مظاهر عنف فيما لو تم الموافقة على إصدار المذكرة الدولية، وإن استبعد أن تتعرض البعثتان الدوليتان لهجوم. وتلقى البشير رسالة تضامن من كتلة «حماس» البرلمانية الفلسطينية ضد محكمة لاهاي، التي «تجسد الظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة والكيل بمكيالين».

من هو عمر حسن البشير؟

بات الرئيس السوداني، عمر حسن أحمد البشير، واحداً من أكثر الشخصيات إثارة للجدل حالياً جراء القرار الذي يتوقع صدوره الأربعاء عن المحكمة الجنائية الدولية، القائم على مزاعم بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على خلفية التمرد المسلح في إقليم دارفور بغربي السودان.

فيما يلي أبرز المحطات في حياة عمر البشير:

- ولد في قرية حوش بانقا في ريف شندي في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1944.

- تخرج في الكلية الحربية السودانية عام 1967، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، وماجستير العلوم العسكرية بماليزيا 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.

- عمل بالقيادة الغربية من عام 1967 وحتى 1969  ثم القوات المحمولة جواً من 1969 إلى 1987.

- شارك في معركة العبور خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، ضمن وحدات الجيش المصري.

- عين قائداً للواء الثامن مشاة خلال الفترة من 1987 إلى 30 يونيو/حزيران 1989.

-  تولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني من 1 يوليو/تموز 1989 إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 1993.

- انتخب رئيساً لجمهورية السودان، وصار يجمع بين وفقا للدستور، بين رئاسة الدولة ومنصب رئيس الوزراء.

- يرأس عمر البشير أيضاً حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

- في يوليو/تموز 2008، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وجرائم أخرى في دارفور، في سابقة هي الأولى من نوعها ضد رئيس أثناء ولايته.

المصدر: وكالات