عرس القاسم
(1)
تجمّعوا
لكي يزفوه إلى القرى
تناقل الرواة خبراً
يقول إنه المسيح عاد
ولم يكن صليبه أقلّ من بلاد
وإنهم رأوه
عارياً وواقفاً بوجهه الحزين
عند مدخل المغارة
وإن قانا جمّعت صغارها
لمقدّم البشارة
كأنها الإله.
وقال آخرون:
إنه سواه
فكيف يستطيع أن يعود
والجسور قُطّعت
كما تُقطع الأوصال
والبلاد قوّرت
كأنها الذبيحة!
(2)
تجمّعوا من القرى
وكان خوفهم يقودهم
عشرون
أربعون
أو مئة
ولكنهم
وهم رعاة خوفهم
تناقلوا
بأنه في عرسه المؤمَّل الغريب
ربما يقودهم إلى الحياة
وفجأة
تناقل الرواة
أنهم تمزقوا
وأُسدلت ستارة المأساة فوقهم كالليل.
(3)
تقول أمه
التي تخاف أن يموت
يوم عرسه
عودوا إلى دياركم
فإنني نذرته للموت وحده
وإنني أجّلت عرس ابني الحبيب
لآخر الزمان.
(4)
يا سيدي
يا أيّها الجميل
والقتيل
والغريب
والمؤجَّل القريب
والذي يبدّل اسمه
كما تبدّل البحار ماءها
والسماء طيرها
والبلاد ساكنيها
يا أيّها القاسم الذي
قسمت بين الموت والحياة
قسمة لطالبيها
يُقام عرسك العجيب
في القرى المبعثرة
غداً أو بعده
وفوق ساحة
مضاءة بأعين الصغار في القبور
والبراءة الموطوءة الأردان
تظلّ أنت واقفاً
لتحرس المكان
كشبح
على تخوم صاحب الزمان.
محمد علي شمس الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد