أعضاء غزة يصوتون بمؤتمر فتح
أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث عن حل مشكلة عدم حضور أعضائها في قطاع غزة إلى المؤتمر العام السادس، الذي يعقد بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية، وقال إنهم سيشاركون في انتخابات المؤتمر بالتصويت عن بعد عبر وسائل مختلفة.
وأكد شعث في بيان له أن القائمين على المؤتمر سيمكنون أعضاءه الذين منعتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مغادرة قطاع غزة من التصويت عبر الإنترنت أو الهاتف أو أي وسيلة أخرى يتم الاتفاق عليها.
وأوضح أن تصويت أعضاء غزة لن يستثنى منه أحد، وأنه "سيتم من خلال فريق عمل متكامل سينفذ هذه العملية بكل دقة وموضوعية وبإشراف القيادة الفلسطينية".
وأضاف البيان "اتفقنا على ذلك لكي لا تشعر غزة بأنها همشت أو أقصيت، أو أنها أصبحت مجرد رقم أو كوتة انتخابية"، مشيرا إلى أن غزة "قطاع مهم للغاية ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها ولو للحظة واحدة".
وكشف شعث أن المؤتمرين اتفقوا على إضافة 25 عضوا للمجلس الثوري للحركة وخمسة أعضاء للجنة المركزية ليصبح رصيد غزة الثلث في الانتخابات.
وانتخب المؤتمرون أعضاء المجلس الثوري عثمان أبوغربية رئيسا لأعمال المؤتمر، وجميلة صيدم لمنصب النائب الأول لرئيس المؤتمر، وأمين مقبول نائبا ثانيا.
وقد أطلق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على المؤتمر الذي يحضره نحو 2267 عضوا بعد قرار من قيادة الحركة بزيادة عدد أعضائه كما اختير تاريخ ميلاده، أي الرابع من أغسطس/آب، موعدا للانعقاد.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ثمانون وفدا من دول عربية وأجنبية ووفود من أحزاب دولية.
وكان المؤتمر الخامس للحركة قد انعقد منذ 20 عاما.
ومن المقرر اليوم أن يتم فتح باب الترشح لانتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
وكان الرئيس الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح محمود عباس قد أقر في كلمته يوم أمس في افتتاح أعمال المؤتمر بارتكاب الحركة أخطاء أدت إلى هزيمتها في الانتخابات التشريعية سنة 2006 أمام حماس.
ودعا عباس أعضاء فتح إلى التعلم من هذه الأخطاء لاستعادة الحركة "دورها في قيادة الشعب الفلسطيني"، كما تطرق إلى مسيرة الحوار مع حماس وحملها المسؤولية عن تعثره.
وأعلن تمسكه بالحوار الوطني والمفاوضات مع إسرائيل دون إسقاط الحق المشروع في المقاومة، معتبرا أن اعتماد خيار السلام والتفاوض وفق الشرعية الدولية لا يعني وقوف فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية عاجزتين أمام ما وصفه بالانتهاكات المدمرة لعلمية السلام.
وأكد الاحتفاظ "بالحق الأصيل" للفلسطينيين في المقاومة المشروعة التي يكفلها القانون الدولي، لكنه أعلن أن المقاومة ترتبط بإجماع الوطن وبتحديد أساليبها الملائمة ووقتها المناسب، رافضا الانجرار إلى ما يمكن أن يسيء إلى صمود ونضال فتح، على حد قوله.
وبخصوص العلاقة مع إسرائيل، قال عباس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول حرف أنظار العالم من خلال اقتراح تسهيلات اقتصادية بديلا عن الحقوق السياسية.
وأضاف أن الهدف الوطني الأسمى هو الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مؤكدا أن السلطة لن توقع على أي اتفاق حتى يتم "تبييض" السجون الإسرائيلية جميعا، مشيرا إلى أن ست قضايا يجب حسمها مع إسرائيل وهي اللاجئون والقدس والمستوطنات والحدود والمياه والأمن.
أما فيما يتعلق بالخلافات الداخلية في فتح إثر تصريحات أمين سر الحركة فاروق القدومي واتهامه لعباس والنائب محمد دحلان بالتواطؤ مع الإسرائيليين في اغتيال عرفات، فقد أعلن عباس أن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحري لمعرفة أسباب وفاة عرفات، ورفض ما وصفه بالمتاجرة بدم عرفات قائلا إن هذا "عيب ويجب أن يتوقف".
يأتي ذلك في وقت جدد فيه القدومي هجومه على الرئيس عباس، واتهمه بجمع الملايين على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وقال القدومي في بيان من مقر إقامته بتونس إن الرئيس عباس ومسؤولين بسلطة رام الله "اغتنوا وجمعوا الملايين على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة".
وتساءل القيادي بفتح بقوله "هل قرأتم في التاريخ عن قادة حركات ثورية كانوا يملكون الملايين من الدولارات أو الجنيهات الإسترلينية هم وأبناؤهم؟".
واتهم القدومي أركان السلطة في رام الله بارتكاب ما وصفه بالفساد المالي قائلا "غرق البعض من العاملين في جمع المال الحرام وتمرغوا في قضايا الفساد والتهريب وكان الإسرائيليون يغضون الطرف عن أعمالهم".
وسخر مما سماه صرصورا في فتح "اختلس ما يزيد عن مائة مليون من الدولارات, فهل سمعتم بقائد ثورة أو مقاومة وطنية ما زالت بلاده محتلة, يتفاوض مع أعدائه الذين يحتلون بلاده ثم يتنقل علنا بطائرة خاصة مع حراساته من بلد لآخر؟".
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد