الليرة تستقر أمام الدولار عند 15ر47 ليرة للدولار واليورو يتراجع
افتتح الدولار الأمريكي تداولاته للاسبوع الفائت تجاه الليرة السورية عند مستوى 15ر47 ليرة للدولار وأغلق عند المستوى نفسه 15ر47 ليرة للدولار مسجلاً استقراراً مقابلها.
في حين افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة عند مستوى 44ر58 ليرة لليورو وأغلق عند مستوى 21ر58 ليرة لليورو ليتراجع مقابل الليرة بمقدار 23 قرشاً ما يعكس استقراراً في سعر صرفها المرتبط بسلة من العملات الرئيسة المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة في ضوء التقلبات الكبيرة التي تشهدها أسواق صرف هذه العملات.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي الذي يصدره مصرف سورية المركزي سجلت العملة الأوروبية الموحدة انخفاضا طفيفا مقابل الدولار الأمريكي في تداولات يوم الخميس إلى مستوى 2334ر1 دولار لليورو بالمقارنة مع 2384ر1 دولار لليورو في تداولات بداية الأسبوع بمقدار50 نقطة أساس.
كما استمر تفاعل قوى العرض والطلب في السوق المحلية في الحد من أثر التقلبات التي تعرض لها زوج العملات الرئيسة اليورو، دولار على سعر صرف الليرة.
وبالرغم من هذا الاستقرار الذي سجلته العملة الأوروبية الموحدة مقابل العملة الأمريكية في نهاية تداولات الأسبوع إلا أنها شهدت خلال هذه الفترة سلسلة من التقلبات تراوحت بين الارتفاع والانخفاض حيث كان للبيانات الاقتصادية الإيجابية والأقل تفاؤلاً آثار متعاكسة على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي وإن تكافؤ أثر هذه البيانات الاقتصادية اسهم في تحقيق نوع من الاستقرار النسبي للعملة الأوروبية الموحدة مقابل العملة الأمريكية في نهاية تداولات الأسبوع بالمقارنة مع بداية تداولات الأسبوع حيث أتى تحسن اليورو خلال تداولات الأسبوع بعد أن أعلنت الصين إنهاء ربط سعر صرف عملتها الوطنية "الإيوان" بالدولار الأمريكي ما أدى إلى انخفاض قيمة الدولار أمام اليورو الأمر الذي زاد ثقة المستثمرين بانتعاش الاقتصاد العالمي بالإضافة لاعتقادهم أن التزام الصين بزيادة مرونة الإيوان يعد إشارة لشراء أصول تنطوي على مخاطرة أكبر.
وبعد أن تعرض الدولار الأمريكي لكثير من الضغوط إثر تجديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تعهده بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة بالتزامن مع البيانات التي أظهرت تراجع مبيعات منازل العائلة الواحدة الجديدة في الولايات المتحدة بما يفوق التوقعات خلال شهر أيار الماضي الأمر الذي كان له أثر سلبي على الدولار الأمريكي.
ونتيجة إقبال المستثمرين على الأصول عالية العائد ذات المخاطرة كاليورو إثر الصعود الذي حققته كل من أسعار الأسهم الأمريكية والسلع نهاية الأسبوع في حين أتى تراجع اليورو خلال تداولات الأسبوع نتيجة لتوقعات المحللين الاقتصاديين التي أشارت إلى أن اليورو سيتراجع بمعدل 20بالمئة مقابل الدولار الأمريكي نتيجة الجهود المبذولة من قبل منطقة اليورو لتقليص المديونية المتفاقمة الأمر الذي سيعيق النمو الاقتصادي لدول المنطقة ويزيد من الضغوط المتعلقة بالركود.
بالإضافة إلى ظهور مؤشرات يوم الخميس تدل على تعثر انتعاش الاقتصاد العالمي بالتزامن مع تراجع أسعار الأسهم الأوروبية في ذلك اليوم لليوم الثالث على التوالي إلى جانب تراجع أسعار سندات الحكومة اليونانية ما حفز طلب المستثمرين على العملات الأكثر أماناً.
وبالتزامن مع ذلك فقد بلغ متوسط العرض اليومي للدولار الأمريكي في السوق المحلية مستوى 7ر13 مليون دولار في حين سجل متوسط الطلب اليومي على الدولار الأمريكي مستوى 42ر9 ملايين دولار ما يعكس تفوقاً في قوى العرض على الطلب بالنسبة للدولار تجاه الليرة في السوق المحلية وأتى هذا العرض للدولار من قبل الأفراد بالتزامن مع التقلبات التي تعرضت لها العملة الأمريكية في أسواق الصرف الخارجية مقابل العملات الرئيسية ولاسيما العملة الأوروبية الموحدة ما يعكس ثقة المستثمرين المحليين بالليرة جراء استقرار سعر صرفها.
كما ترافق ذلك مع تحسن في المتوسط اليومي لتعاملات المصارف فيما بينها بالدولار الأمريكي خلال الأسبوع بالمقارنة مع الأسبوع الماضي إلى مستوى 3ر5 ملايين دولار وسجلت مشتريات المصرف المركزي من المصارف المرخصة من العملة الأمريكية خلال أيام الأسبوع ما مقداره 2ر44 مليون دولار ومن العملة الأوروبية الموحدة ما مقداره 3ر8 ملايين يورو ما يعكس دور المصرف كلاعب رئيس في السوق النقدية المحلية بما يؤدي لإرساء دعائم سوق نقدية سليمة بالإضافة للمساهمة في حماية المصارف من مخاطر تقلبات أسعار الصرف والحد من المضاربة على الليرة وإعادة دورة القطع إلى وضعها الصحيح من خلال دخول المصرف كمنظم أساسي للسوق النقدية وتدخله في بيع وشراء القطع الأجنبي من المصارف ما يعزز بالنتيجة دوره في الحفاظ على قيمة العملة الوطنية.
ويظهر تحليل مراكز القطع الأجنبي للمصارف المرخصة ارتفاعاً في نسبة المراكز المدينة بالدولار إلى إجمالي المراكز المدينة مقيمة بالدولار الأمريكي من جميع العملات الأجنبية نهاية الأسبوع إلى مستوى 91ر98 بالمئة بالمقارنة مع 07ر98 بالمئة بداية الأسبوع.
في حين تراجعت في المقابل نسبة المراكز الدائنة بالدولار إلى إجمالي المراكز الدائنة مقيمة بالدولار "من جميع العملات الأجنبية" نهاية الأسبوع إلى مستوى 94ر5 بالمئة بالمقارنة مع 54ر7 بالمئة بداية الأسبوع نتيجة عمليات بيع الدولار الأميركي تجاه الليرة التي قامت بها المصارف المرخصة إلى المصرف المركزي في السوق النظامية.
وتؤدي هذه المرونة التي يخلقها المصرف في سوق النقد الأجنبي عن طريق تنظيم تداول القطع الأجنبي في السوق النظامية المحلية إلى استقرار سعر صرف الليرة بالإضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين بها علما بأنه تتركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيس في العملات العربية.
ولا تزال السوق المحلية تشهد تحفظا في تعامل المستثمرين بالعملة الأوروبية الموحدة بالمقارنة مع الدولار نتيجة التقلبات الكبيرة في سعر صرفها وارتفاع هامش هذه التقلبات حيث تحتفظ المصارف المرخصة بمراكز ضئيلة باليورو.
عمران عيسى
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد