مصممو الأزياء السوريون في متاهات مهنتهم
يعتبر التصميم من أهم حلقات صناعة النسيج والملابس.
هذا ماذكره فؤاد اللحام -المدير الوطني لبرنامج تطوير وتحديث الصناعة النسيجية وتابع قائلاً:
يختزن التصميم القيمة المضافة الأكبر من مراحل هذه الصناعة ومن مكونات حتمية منتجاتها، وهو بالتالي العنصر الحاسم في تعزيز القدرة التنافسية للصناعة النسيجية التي لايمكن حصرها فقط بجودة المادة الأولية ولا بدقة الخياطة أو الانتاج بل في جمالية هذه المنتجات التي يعبر عنها التصميم.
لذلك فإن تصميم الملابس والنسيج بشكل جميل وراق ومناسب للأسواق المستهدفة من حيث الذوق واللون هو المدخل الصحيح للنفاذ للأسواق والوسيلة الفعالة لمواجهة المنافسة الخارجية خاصة إذا ما تم ربطه بالنوعية وبالسعر المناسب.
أما بالنسبة لخريجي المعاهد المتخصصة بتصميم الأزياء، فقد ساهم العدد المحدود جداً من المعاهد والمراكز المتخصصة بسد جزء يسير من حاجة صناعة النسيج والملابس في سورية، إلا أن المتتبع لأوضاع الخريجين يجد أن قسماً هاماً منهم لم يتابع عمله في هذا المجال، أو لم يجد فرصة العمل المناسبة والعادلة داخل البلد فغادر إلى بعض البلدان المجاورة، وبالطبع هناك قسم يتوزع على العديد من شركات النسيج والملابس، إلا أن الضعف الملحوظ في تطوير قدرات هؤلاء الخريجين سواء بجهودهم الذاتية أو من المؤسسات العامة والأهلية المعنية هو ماحال ويحول دون الاستفادة المفترضة منهم، لذلك تعتبر مسألة تعزيز وتطوير القدرات في هذا المجال من الأولويات التي يجب العمل عليها خلال المرحلة المقبلة.
- السؤال أين نحن؟ مهم ويطرحه عادة الشباب الخريجون في المعاهد المتخصصة في تصميم الأزياء.
المصممة منال يازجي بدأت الحديث عن أهم المشكلات التي واجهتها بعد التخرج قائلة:
تخرجت عام 2008 في إحدى الجامعات الدولية لتصميم الأزياء وأكثر ما يعاني منه الخريجون احتكار أصحاب المعامل للمهنة وعدم إعطاء الفرص لأخذ الخبرة أو لمعرفة مايملك المصمم من مواهب وأفكار جديدة.
وإن وجدت فرصة العمل فإن المردود يكون قليلاً جداً وغير داعم كخطوة أولى ومشجعة ثم ان الكثيرين يأخذون تصميم الأزياء على أنه خياطة لا أكثر رغم أنه من أكثر أمور الفنون إبداعاً وتجدداً.
وتضيف يازجي: نتمنى الحصول على الدعم المادي والمعنوي لتشجيع وتنمية هذا المجال والمساعدة على التوسع أكثر في سورية وتنمية المواهب للجيل الجديد.
- المهندس محمد صيداوي منظم ومجهز معرض موتكس للأزياء في سورية أرجع التقصير في عدم تسليط الضوء على هؤلاء الشباب الذين يعتبروا رواداً في هذا المجال بالنسبة للمحترفين العاملين إلى عدة جهات تتمثل بـ: المعاهد المتخصصة بتصميم الأزياء التي تخرج دفعات من الشباب بغير دراية بآلية تقديم أعمالهم في سوق العمل، إضافة إلى أن حفل التخرج في الغالب يدعى إليه أهالي هؤلاء المصممين وإدارة المعهد فقط مع القليل من الناس المهتمين بهذا القطاع.
كذلك وسائل الإعلام مقصرة ويجب أن تهتم أكثر بهؤلاء الشباب وإبداعاتهم لأكبر عدد ممكن من الناس المهتمين بهذا المجال كما أن لغرفة الصناعة الدور الأهم في إعطاء فرص في المعارض التابعة لهم لإظهار أعمالهم وصناعاتهم في تلك المعارض، حيث إنه من خلال تلك الفعاليات يستطيع الشباب الخريجون أخذ فرص أكثر بالتعريف عن أنفسهم والدخول في الحياة العملية أكثر.
ولدى سؤال السيد معاز سيف- رئيس مجلس إدارة شركة ألبسة عن ماهية التعاون مع خريجي التصميم من ناحية صناعة الألبسة وإدخالهم ضمن خطة الانتاج المحلي؟
قال: نحن في الواقع بأمس الحاجة إلى خريجي هذه المعاهد لأنها في أغلب الأحيان تلبي بعضاً من متطلباتنا الفنية وخاصة إذا كان الطلبة جادين وطموحين في تعلم كل تفاصيل ما يتعلق بهذه المهنة من نواح علمية وعملية، ولكن هناك بعض المسائل أهمها ان الطالب بعد التخرج عليه أن يعمل على تطوير نفسه من خلال التأقلم مع واقع العمل المهني ويكتسب مهارات إضافية عملية وهذا لايتم إلا من خلال الصبر والمجاهدة على تحمل كثير من المتاعب والضغوطات، ونحن في شركتنا استقبلنا كثيراً من الخريجين إلا أنهم لم تكن لديهم المرونة في التعايش مع واقع العمل على أرض الواقع فلم يكملوا معنا.
- باسل الحموي نائب غرفة الصناعة في دمشق قال: ثقافة اللباس الموجودة في أوروبا اليوم تختلف عن الماضي حيث ان الموضة تصل إلى سورية بوقتها وذلك لوجود الشركات العالمية بأسواقنا المحلية حيث ان سورية جزء من خطة الماركات العالمية في السوق المحلية، أما بالنسبة للشباب الخريجين من بيوت الأزياء، فنحن نتمنى أن تكون هناك مؤسسات وشركات خاصة تعتمد على هذه الكوادر وتدعم إمكاناتهم وإبداعاتهم الخلاقة، كما نأمل في المستقبل القريب أن نملك دور أزياء في سورية تعرض أعمال الشباب السوري الخريجين من معاهد تصميم الأزياء لعلنا نصل إلى العالمية بخطوط عربية وعصرية.
- رغم أن الكثير من الخريجين يعانون من ندرة فرص العمل في هذا المجال إلا انهم مع القليل من الاجتهاد الشخصي في التعريف بهم ونشر ابداعاتهم فسيلقون الدعم الكامل من الصناعيين المهتمين والمحتاجين لهذه الابداعات، وهو ما اكده المهندس محمد صيداوي منظم ومجهز معرض موتكس للأزياء الذي أعلن لتشرين عن تعاونه مع هؤلاء الشباب بترك مساحة معينة لعرض نماذجهم بمناسبة اليوبيل الفضي للمعرض الذي سيقام في الشهر السابع لهذا العام.
رشا الحسن
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد