تخبط في معالجة النقل الداخلي بدمشق
يبدأ اليوم الخميس السريان الفعلي لقرار محافظة دمشق بإخلاء خط سير ميدان شيخ محي الدين من السرافيس التي كانت تسير عليه واستبدالها بـ50 باصاً من باصات القطاع الخاص والتي تستوعب كما علمنا بين 60 - 80 راكباً في وضعية الجلوس والوقوف في حين يبلغ عدد مقاعدها 32 مقعداً.
وخلال الأيام الماضية بدأت المحافظة بالتخفيف من سير هذه السرافيس بشكل تدريجي ما خلق حالة من الازدحام وخاصة في فترة الذروة لدى ذهاب الناس وعودتهم من أعمالهم وخاصة أن هذا الخط يعتبر من الخطوط الحيوية والنشيطة ضمن مدينة دمشق إذ تبلغ عدد السرافيس التي كانت تسير عليه نحو 250 سرفيساً وقد شهد هذا الخط ضغطاً كبيراً خلال الأشهر الماضية بعد نقل مواصلات المنطقة الجنوبية لمحافظة ريف دمشق من منطقة البرامكة إلى منطقة نهر عيشة التي لا تبعد أكثر من مئتي متر عن ساحة الأشمر حيث مركز انطلاق سرافيس ميدان شيخ فكان أحد البدائل التي استعان بها المواطنون للوصول إلى كراجات نهر عيشة بدلاً من ارتياد وسيلتي نقل.
زحام في البرامكة
أمام جسر السيد الرئيس كان منظر الازدحام كبيراً حيث أبدى الكثير من المواطنين تذمرهم من هذه الخطوة وتساءلوا هل عدد الباصات التي سيرتها المحافظة كاف لتغطية هذا الخط بالشكل المناسب وهو المشهد ذاته في ساحة الأشمر نهاية خط ميدان شيخ محي الدين وفي المواقف الرسمية لهذا الخط حيث تكتظ هذه المواقف بأعداد كبيرة من المواطنين الذاهبين إلى أعمالهم أو قضاء حاجاتهم.
يقول علي وهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية: لقد مضى على وقوفي فوق جسر السيد الرئيس بانتظار السرفيس الذي سيقلني إلى منزلي في منطقة الميدان أكثر من ثلث ساعة ولم يمر أي سرفيس ولم أستطع الركوب في باصات النقل الخاصة لأن عدد الواقفين أكثر من الجالسين ولم أدر السبب إلى أن علمت من أحدهم أن السرافيس لم يعد لها وجود على هذا الخط وبرأيي أن الخطوة غير مدروسة بشكل دقيق وستزداد سوءاً في المستقبل.
وتساءلت مريم وهي من سكان منطقة الميدان: إذا الحال هكذا في فترة الصيف حيث لا وجود لطلاب مدارس أو جامعات فكيف سيصبح الحال في الشتاء؟ وهل باصات النقل الخاص قادرة على سد حاجة هذا الخط من المواصلات لكونه من الخطوط التي لا يعتمد عليها فقط سكان منطقة الميدان بل حتى مناطق الريف القريبة كراجاتها من هذه المنطقة مشيرة إلى أن تعرفة السرافيس كانت مجزأة فالوصول إلى منطقة البرامكة يكلف خمس ليرات فقط للراكب فهل ستطبق هذه التعرفة على باصات القطاع الخاص؟
وقال أحمد: بعد تسيير باصات النقل الخاص ولكوني أقطن في منتصف منطقة الميدان فإنني أجد صعوبة بأن أحظى بمقعد للجلوس فالباصات كلها ممتلئة بالركاب الذين يصلون حتى الباب الخارجي كما أن مدة عبور هذه الباصات طويلة بعد أن كانت مدة عبور السرافيس لا تتجاوز عشر دقائق.
أما نهى وهي موظفة في القطاع الخاص فكانت نصف ساعة كافية لها للوصول إلى عملها عندما كانت تستقل السرفيس أما الآن فعليها الخروج من منزلها قبل ساعة بسبب هذا الازدحام الكبير.
نقل كراجات جرمانا والمليحة
أكثر من شهر مر على نقل مكروباصات جرمانا والمليحة في ريف دمشق إلى كراج الست في منطقة الصناعة، إلا أن عملية النقل لم ترق للسائقين كما لم يرض الركاب عنها أيضاً.
وأما اعتراضات الركاب فتأتي من زيادة تكاليف التنقل على الركاب وخاصة من يضطر للذهاب والعودة أكثر من مرة من الوجهتين المذكورتين وإليهما.
هيثم من محافظة الحسكة ومقيم في المليحة حالياً، فمنذ تم نقل الباصات بدأ يحسب مواصلاته بشكل أدق حتى لا يدفع المزيد لتنقلاته خلال رحلة بحثه اليومية عن عمل في فصل الصيف بعد أن أنهى دراسته الجامعية في سنتها الثالثة.
ويقول هيثم: إن الوصول إلى المزة على سبيل المثال أصبح يتطلب ركوب 3 مكروباصات على حين كان يصلها عبر ركوب مكروباصين إضافة إلى أن أي جهة أخرى بات يحتاج للوصول إليها 3 مكروباصات ما يعني زيادة التكلفة وضياع المزيد من الوقت للتنقل.
أما فواز وهو طالب اقتصاد سنة رابعة فإن نقل الكراج وزيادة الأعباء المالية المترتبة عليه بسبب زيادة نفقات التنقل دفعته للتفكير بترك بيته المستأجر في جرمانا والبحث عن منزل بديل في المزة أو منطقة أخرى من العاصمة أو الريف يصل منها إلى الجامعة عبر ركوب مكروباص واحد فقط.
وتقول سمر وهي من سكان جرمانا إنه ورغم كون المسافة باتت أقصر إلى جرمانا إلا أن التعرفة ما زالت على حالها حيث يدفع الراكب عشر ليرات أجرة النقل وهي الأجرة ذاتها التي كان يدفعها الراكب من البرامكة ودفعها أيضاً من الفحامة ولم تخفض تلك التعرفة بعد أن انتقلت المكروباصات إلى كراج الست.
تذمر السائقين
حال السائقين ليس أفضل من حال الركاب على حد قولهم فالغلة نقصت بشكل واضح على حد قول أبو خالد وهو سائق مكروباص على خط مليحة كان ينادي على الركاب ليصعدوا في الباص قبل أن ينطلق.
ويقول أبو خالد: إن المكروباصات كانت سابقاً تجني أموالاً أكبر نتيجة ركوب وصعود الركاب عدة مرات على طول الخط حيث كان الكراج الحالي الذي تقف فيه المكروباصات يعتبر منتصف المسافة إلى المليحة أو جرمانا وبالتالي فإن الركاب يصعدون المكروباص ليصلوا إلى الكراج ويصعد ركاب آخرون من الكراج إلى المليحة أو جرمانا أما الآن فركاب المدينتين فقط هم الذين يصعدون من الكراج فقط.
ويأمل السائقون عودة المكروباصات إلى الكراجات القديمة قرب ملعب تشرين لأن تلك العودة سترجع بالنفع عليهم وعلى الركاب إلا أن البعض منهم يرى ذلك أمراً مستحيلاً ويضيفون إنه من المحتمل نقلهم إلى كراجات نهر عيشة أو البقاء في كراجات الست وأما العودة إلى الكراجات القديمة فباتت من المستحيلات.
فادي مطلق - رجاء يونس
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد