نتانياهو: لن نعتذر لتركيا عن مهاجمة سفينة المساعدات
أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالمحادثات التي أجراها وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بروكسيل الثلثاء الماضي لخفض حدة التوتر بين البلدين وتحسين العلاقات بعد الهجوم الاسرائيلي على سفينة مساعدات تركية، لكنه استبعد أي اعتذار من الدولة العبرية على هذا الهجوم.
يذكر ان تركيا، وهي حليف اقليمي استراتيجي للولايات المتحدة واسرائيل منذ اكثر من عقد، سحبت سفيرها من تل ابيب وألغت تدريبات عسكرية مع اسرائيل منذ الهجوم الدامي على «أسطول الحرية» في 31 أيار (مايو) الماضي، الذي كان ينقل مساعدات إنسانية الى قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن مقتل تسعة اتراك. وأثار الهجوم الاسرائيلي موجة استياء دولية وغضب انقرة.
وقال نتانياهو في مقابلة مع القناة العامة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان «اسرائيل لا يمكنها الاعتذار لأن جنودها اضطروا الى الدفاع عن انفسهم للإفلات من عملية ضرب حتى الموت من جانب حشد». واضاف: «نأسف لسقوط ضحايا بشرية». وجاءت تصريحات نتانياهو بعد يومين من محادثات سرية أجراها بن اليعازر واحمد داود اوغلو في بروكسيل لخفض حدة التوتر بين البلدين. وأشاد نتانياهو بهذه المحادثات، وقال ان «هذا اللقاء بحد ذاته مهم. من المهم لتركيا واسرائيل على حد سواء عقد اجتماعات كهذه لمنع تدهور العلاقات بينهما».
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية براق اوزوجرجين صرح بأن داود اوغلو أبلغ بن اليعازر في بروكسيل إصرار تركيا على مطالبها الثلاثة، وهي تقديم اسرائيل اعتذاراً عن الهجوم ودفع تعويضات لعائلات الضحايا، والموافقة على اجراء تحقيق دولي في الهجوم، ورفع كامل للحصار عن غزة.
لكن نتانياهو قال ان الوزيرين التركي والاسرائيلي لم يناقشا مسألة التعويضات، وأصر على ان اللجنة التي شكلتها اسرائيل للتحقيق في الهجوم «تلبي مطالب» الاسرة الدولية باجراء تحقيق.
وكانت اسرائيل قاومت الضغوط الدولية لاجراء تحقيق دولي في الهجوم لكنها شكلت لجنة يرأسها قاض متقاعد عمل في المحكمة العليا وتضم مراقبين دوليين اثنين. وقال نتانياهو ان «هذه اللجنة تلبي طلبات المجتمع الدولي لانها تضم خبيرين اجنبيين معترفا بهما». واضاف ان «هذه اللجنة طلبت صلاحيات واسعة ووافقنا على طلبها لأن ليس لدينا ما نخفيه».
كما بدأ الجيش الاسرائيلي تحقيقاً خاصاً به.
وكانت اسرائيل دافعت عن الهجوم الذي شنته وحدة اسرائيلية خاصة وقالت انها ارادت منع الاسطول من التوجه الى غزة لنقل اسلحة الى حركة «حماس» في القطاع المحاصر.
وفي الوقت نفسه، أثارت المحادثات التي أُجريت في بروكسيل توتراً داخل اسرائيل بعدما تبين ان نتانياهو قرر عقد هذا الاجتماع من دون ابلاغ وزير الخارجية المتشدد في حكومته افيغدور ليبرمان.
وعقد نتانياهو وليبرمان اجتماعاً الجمعة لتهدئة الاجواء. وقال مسؤول اسرائيلي ان ليبرمان اكد في الاجتماع انه لا يريد ان تقدم اسرائيل اعتذاراً او تدفع تعويضات، معتبرا ان ذلك يمكن ان يضر بموقفها الدولي.
من جهة أخرى، قال نتانياهو رداً على سؤال عن التجميد الجزئي لأعمال الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة الذي ينتهي في 26 ايلول (سبتمبر) المقبل «اتخذنا قراراً ولم يتغير». واضاف ان «هذا القرار اتخذ لتشجيع الفلسطينيين على القيام بمفاوضات سلام مباشرة مع اسرائيل ولم يقوموا بذلك حتى الآن».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد