دعم أميركي للمفاوضات المباشرة
دعت الولايات المتحدة إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قائلة إن الوقت الآن مناسب، وحذرت من عواقب عدم الاستفادة من الفرصة المتاحة، في حين أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المفاوضات المباشرة ستبدأ منتصف الشهر الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي الاثنين إن "رسالتنا هي أن الوقت مناسب والفرصة سانحة، وعلى كلا الطرفين أن لا يتراجعا"، مشددا على ضرورة الانتقال من المحادثات غير المباشرة إلى المباشرة.
ولم يؤكد كراولي ما إذا كان الرئيس باراك أوباما حذر نظيره الفلسطيني محمود عباس من أن عدم التوجه إلى المفاوضات المباشرة سيضر بعلاقات السلطة مع واشنطن، لكنه في المقابل لم ينف التقارير التي تحدثت عن ذلك.
واكتفى بالقول إن هناك عواقب "من عدم المقدرة على الاستفادة من هذه الفرصة"، وثمّن موقف الدول العربية بإعطاء "الضوء الأخضر" في اجتماعها الشهر الماضي بالقاهرة لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية –التابعة لجامعة الدول العربية- قد وافقت من حيث المبدأ على دخول السلطة الفلسطينية في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وتركت تحديد موعدها للرئيس عباس.
وبعثت اللجنة برسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما تثمن فيها ما سمته الجهود التي يبذلها لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما دعته إلى العمل على توفير متطلبات هذا الاستئناف.
وفي رام الله بحثت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس مسألة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وأعلنت أن موقفها متطابق مع قرار لجنة المتابعة العربية الذي لا يعارض استئنافها.
وقال أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه إن الموقف الفلسطيني هو الوقف التام للاستيطان مع ضمانات تكفل نجاح المفاوضات وتحديد مرجعية التفاوض قبل الخوض في مفاوضات مباشرة، "وإلا ستفشل قبل انطلاقها".
وأضاف أن الأسابيع المقبلة ستشهد مشاورات في المجلس المركزي الفلسطيني بهدف إطلاق مفاوضات ذات مضمون إيجابي، معتبرا أن المواقف الصادرة عن نتنياهو بشأن الاستمرار في الاستيطان تقوض الجهود الدولية الرامية إلى إطلاق المفاوضات.
وكانت المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قد توقفت نهاية 2008 إثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة, قبل أن تبدأ في مايو/أيار الماضي جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بإشراف الوسيط الأميركي جورج ميتشل، لكنها لم تحقق أي نتائج.
في المقابل قال مسؤول فلسطيني إن أوباما بعث يوم 16 يوليو/تموز الماضي رسالة إلى عباس يحذره فيها من أن عدم استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل يهدد علاقة واشنطن بالسلطة الفلسطينية.
وشدد أوباما –حسب ما نقلته تقارير صحفية عن المسؤول المذكور- على أن واشنطن لن تقبل باللجوء إلى مجلس الأمن بديلا عن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وأن الإدارة الأميركية ستعمل على إقناع الدول العربية بالمساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه إلى المفاوضات، وعلى الحصول على تأييد من الاتحاد الأوروبي وروسيا بهذا الشأن.
وأكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات تلقي السلطة الفلسطينية هذه الرسالة، وكشف أن أوباما دعا فيها عباس إلى الدخول في مفاوضات مباشرة.
وأضاف عريقات أن أوباما وعد عباس بأن الولايات المتحدة ستعمل على تحقيق مبدأ الدولتين، في حين حذر من أنه إذا لم تدخل السلطة في مفاوضات مباشرة فإن إمكانية مساعدتها ستكون ضئيلة في هذا المجال.
وأكد أن الجانب الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة منذ مايو/أيار الماضي، قدم كل ما لديه من أفكار ومفاهيم بشأن كافة قضايا الوضع النهائي استنادا إلى القانون والشرعية الدوليين، "ولم نسمع حرفا واحدا من الجانب الإسرائيلي".
من جهة أخرى قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إنه لا شرعية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة.
وأكد مشعل في كلمة ألقاها على هامش حفل لتخريج مخيم الشباب العربي المقاوم الذي نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة بسوريا، أن الغطاء العربي للمفاوضات المباشرة لا يساوي قيمته ولا يعطيها الشرعية لأنه خيار مفروض على العرب.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إضافة تعليق جديد