تابع حصصك المدرسية رقمياً من سريرك

يستيقظ أكثر من 70 ألف طالب أميركي كل صباح ليحضروا صفوفهم، إلا أنهم بدلاً من أن يتوجهوا إلى المدرسة، يتوجهون إلى أقرب آلة متصلة بالإنترنت ليتابعوا الحصص. ولكن إذا كانت هذه الآلة «أي باد» أو حاسوبا محمولا، قد لا يحتاجون، حتى لأن ينهضوا من السرير!
فهؤلاء الطلاب التحقوا بمدارس إلكترونية بمساعدة شركة «كاي 12»، الأميركية. ويتابعون صفوفهم ويسألون معلماتهم عما لا يفهموه، ويشاركون في المناقشات في الصف، ولكن كل ذلك رقميا!
إنها المدارس الرقمية! بدأت صفوفها في مختلف المراحل الدراسية من خلال الدمج بين مؤسسات استثمارية ومؤسسات تعليمية.
ويقول مؤسس «كاي 12» ورئيسها رون باكارد إن «التعليم الرقمي ليس كما يحلو لتقليديين وسمه، بأنه نظام يعزل الطلاب خلف شاشات حواسيبهم، حيث يدخلون فروضهم ليحصلوا على علامات من مدرسين مجهولين»، إذ إن «الثورات التكنولوجية جعلت حصص التدريس الرقمي أكثر تفاعليةً، أشبه بالحصص في المدارس القائمة.
وباكارد ليس الوحيد الذي يفكر بهذا الاتجاه، فحتى المدارس التقليدية تفكر بسبل لدمج التعليم الرقمي في مناهجها. لكن السؤال الذي يشغل بال الخبراء هو ما «إذا كانت التكنولوجيا ناضجة بما فيه الكفاية لتكون فاعلة؟».
لكن الدمج بين التكنولوجيا والتعليم يعود بأرباح كثيرة، وتتوجه الكثير من الشركات نحو شركات التعليم الإلكتروني بسبب قربها من مؤسسة التعليم الفدرالي من جهة، والنجاح المبكر لشركات مثل «ديستريكت» التابعة لشركة «بلاك بورد» و«بالتيمور سيلفان ليرنيغ» من جهة أخرى.
وأنفقت شركة «بلاك بورد» 116 مليون دولار للحصول على شركتي «ويمبا» و«إلمونيات» اللتين تطبقا تكنولوجيا التعليم الإلكتروني المتزامن، من الصوتيات والفيديو عبر الإنترنت، إلى ألواح الكتابة الرقمية وصفوف التعليم عن بعد.
وهذا ما يعتبره المحللون «قتلاً للمسافات»، كما قال مدير الأبحاث في قطاع التعليم في مؤسسة «غارتنر» التي تبحث في أحوال السوق، معتبراً أنه في ظل التعليم الإلكتروني «يمكنك أن تجلس قرب زميلك أو أن تكون في بلد آخر، فالمسافة لم تعد عاملاً مقيداً كما كانت عليه».
وبالفعل، كثرت شركات التعليم الإلكتروني التي لم تقلص المسافات فحسب بل ألغتها أيضا. فشركة «إيكو 360» في دالاس تخطط لإطلاق مجموعة محاضرات جامعية مصورة، بحسب رئيسها التنفيذي فريد سينغر. غالبية زبائن الشركة هي الجامعات التي تجهز الفصول الدراسية بفيديو يصور الصفوف ومن ثم تعرضها على الإنترنت. وأشار سينغر إلى أن المجموعة الجديدة من «إيكو 360» ستمكن الطلاب من طرح الأسئلة حول المحاضرات ليجيب عليها أستاذ المحاضرة.

(عن «واشنطن بوست»)