سمك المطاعم الأوروبية مجبول بعرق المستعبدين
هل تساءلت يوماً من أين اصطيدت الأسماك الشهية المطبوخة في طبق فاخر في مطعم أوروبي راقٍ؟ وهل تبدّل رأيك في تناوله إن علمت أن عمالاً أفارقة يعيشون حياة الرق في السفن التي يعملون فيها، هم من اصطادوا لك.. هذه السمكة في طبقك؟
ووجد تحقيق أجرته «مؤسسة العدالة البيئية»، على طول ساحل أفريقيا الغربية، دلائل تؤكد أن العمال الذين يعملون على مراكب الصيد، التي تبيع ما تجنيه إلى الأسواق الأوروبية، يتعرضون لانتهاكات خطيرة في حقوق الإنسان.
وعرض التحقيق كيف يتم حجز الصيادين على المراكب لأشهر أو حتى سنوات، وكيف يتعرَضون للتعنيف، وكيف تحجز رواتبهم، وتصادر وثائقهم الشخصية، وكيف يتم إجبارهم على العمل في ظروف حياتية تنعدم فيها أبسط شروط الحياة، كالمياه النظيفة.
ووجد المحققون سفناً متطورة تعمل منذ أربع سنوات أمام ساحل سيراليون، من دون رخص شرعية، ولكن وفق الشروط الأوروبية لبيع ما تجنيه إلى الأسواق الأوروبية.
وكان التحقيق في الأساس يهدف إلى ترصد الصيد غير الشرعي، لكن المحققين، لدى زيارة متن السفن وجدوا «ظروفاً أشبه بتلك التي كانت سائدة في زمن العبودية»، وكأنها «عبودية في العصر الحديث».
وجاء في التحقيق أن افراد طاقم السفن ينامون في غرف لا يصل ارتفاعها إلى متر واحد، ما يعني ان الرجال كانوا عاجزين عن الوقوف فيها، وأن المكان حيث كان العمال يقومون بإعداد الأسماك لتوريدها إلى الأسواق تتراوح حرارته بين 40 و45 درجة مئوية، وبلا تهوئة. وعلى بعض السفن، كان أعضاء الطواقم، المؤلفة من 200 شخص، محرومين من مياه الشفة.
ولفت التقرير إلى أن غالبية العمال على هذه السفن استقطبوا من محيط العاصمة السنغالية دكار، أو من المناطق الريفية في آسيا، وخصوصاً الصين وفيتنام.
المصدر: السفير نقلاً عن «الغارديان»
إضافة تعليق جديد