لا تعرف أي اختصاص تختار للجامعة؟ ابتكر واحداً
ميغان كولب طالبة شغوفة بالموسيقى، والمسرح، والرقص، وإنتاج العروض المسرحية. وعندما حان الوقت لتختار إحداها، قررت جمعها كلها في اختصاص جديد ابتكرته. سمّته «إدارة الفنون المسرحية». وكانت هي أول من يدرس هذا الاختصاص. اختيار الاختصاص الجامعي لم يعد هاجساً يطارد الطلاب، منذ أن أصبح بالإمكان «فبركة» اختصاصات جديدة تتلاءم مع طموحات الطالب ورغباته.
وتسمح أكثر من 900 جامعة لطلابها أن «يفبركوا» برامجهم الجامعية الخاصة، تحت إشراف مستشار من الجامعة. وهذا النوع من المناهج قد يحفز الطلاب على العلم ويعدّه لوظائف معقدة ومتعددة الأوجه. لكن «الاختصاصات المفبركة» تثير قلق الأهل، الذين يخشون أن ينزلق أبناؤهم بعيدا عن التعليم العادي، وألا يحصلوا على عمل مستقبلاً. وبعض أرباب العمل لا يشعرون بالراحة حيال الاختصاصات المفبركة، بوصفها «محيّرة». لكن ذلك لم يمنع ارتفاع عدد الجامعات التي تعتمد تلك البرامج. «الاختصاصات المفبركة» تعود إلى السبعينيات، عقب احتجاجات طلابية، وهي مخصصة للطلاب الذين يبحثون عن شهادة في عمل متخصص أو في ميدان البحث. وتتطلب «فبركة» الاختصاص جهوداً كبيرة، وقدرة من طالب الاختصاص على الترويج لنفسه واختصاصه، لأنه في معظم الجامعات، على الطلاب أن يقنعوا أستاذاً واحداً على الأقل ليكفلهم. وعليهم أن يربطوا اختصاصهم بميدان عمل معين أو بدراسة مستقبلية، ويُطلب من معظمهم أن يقوموا بمشروع نهائي كبير.
وقامت الطالبة في الدراسات العليا كاترين بومبوزي، التي ترغب بوظيفة في مجال التغيرات المناخية، بابتكار اختصاص تهواه وهو «تحليلات بيئية مرفقة بالإحصاء»، وأقنعت ثلاثة أساتذة في الجغرافيا، وعلم البيئة، وعلم الأحياء التطوري، بالإضافة إلى قسم علوم الاجتماع، لكي يرشدوها.
وقال مايك ميكلافيم، الذي تخصص في «تنظيم المشاريع وتطوير المواقع الإلكترونية»، وتخرج في 2009، أن تخصصه خوله أن يأخذ صفوفاً في إدارة الأعمال وبرمجة الكمبيوتر، بينما كان يقوم بتدريباته ويطلق مشروعه الخاص. وقد حصل مؤخراً على منصب نائب الرئيس في شركة «كامبوس لايف»، لتطوير الشبكات الاجتماعية في الكليات. لا يجد إلا القليل من طلاب الاختصاصات التقليدية وظائف في مجالهم. وتبين في دراسة أعدّها موقع «كارير بيلدر» للبحث عن عمل، شمل ألفي عامل حائز على شهادة جامعية، أن 27 في المئة من الطلاب الذين تخرجوا قبل عشر سنوات لم يجدوا وظائف في مجالاتهم، و12 في المئة من الطلاب، وجدوا عملا في مجالهم بعد خمس سنوات من تخرجهم، و21 في المئة بعد ثلاث سنوات.
ومع ذلك، لا تزال بعض الجامعات ترفض مبدأ «الاختصاصات المفبركة»، خشية هدر الوقت والموارد المالية.. الشحيحة أحياناً كثيرة.
(عن «وول ستريت جورنال»)
إضافة تعليق جديد