السـفينـة «مـرمـرة» تسـتـعـد لرحلـة «الحـريـة 2»
احتفل آلاف الأتراك، أمس، في احد مرافئ اسطنبول باستقبال السفينة التركية «مافي مرمرة»، التي استشهد على متنها تسعة ناشطين أتراك في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال منعها قافلة «أسطول الحرية» من الإبحار إلى قطاع غزة في أيار الماضي، في وقت أكد فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن بلاده تريد المصالحة مع اسرائيل، لكنها تصر على الاعتذار والتعويضات، وهو ما سارع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى رفضه، واصفاً مطالب الأتراك بـ«الوقاحة».
ولقيت السفينة «مرمرة»، التي كان على متنها أهالي الشهداء الأتراك التسعة، استقبال الأبطال في ميناء سرايبورنو في اسطنبول، حيث تجمع آلاف الأشخاص، وهم يحملون الأعلام التركية والفلسطينية، هاتفين «الله أكبر»، في تحرك دعت إليه منظمات إسلامية ومؤسسة الإغاثة التركية، وهي المنظمة التي تملك هذه السفينة، وإحدى الجهات المنظمة لقافلة «أسطول الحرية».
وشارك في الاستقبال إلى جانب المواطنين الأتراك، ناشطو سلام وممثلون عن منظمات غير حكومية من تركيا و50 دولة أخرى.
وأعلنت مؤسسة الإغاثة التركية أن السفينة، التي تم إصلاحها طوال أشهر في مرفأ اسكندرون التركي، إلى جانب سفينتي «ديفني واي» و«غازي»، سـتشارك في قافلة «أسـطول الحرية ـ 2»، التي ستبحر سفنها في اتجاه قطاع غزة في 31 أيار 2011.
وأوضح المتحدث باسم المؤسسة يوميت سونمز أن السفينة ستقود أسطولا مكونا من 50 سفينة إلى قطاع غزة، في الذكرى الأولى للهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» الأول.
ويأتي استقبال السفينة «مرمرة» عشية الذكرى الثانية لعملية «الرصاص المسكوب» الاسرائيلية على قطاع غزة، التي أدت إلى تدهور دراماتيكي في العلاقات التركية الإسرائيلية بلغ ذروته في أعقاب مجزرة «الأسطول».
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده تريد إصلاح علاقاتها مع اسرائيل، لكنها تصر على ضرورة أن تعتذر اسرائيل أولا، وأن تقدم تعويضا عن غارتها الدامية على سفينة المساعدات التركية الى غزة.
وشدد الوزير التركي، خلال لقاء مع نحو 40 صحافياً تركيا في اسطنبول في جولة تقييمية لمناسبة انتهاء العام 2010، على أنه «لدى تركيا الإرادة لصنع السلام مع الجميع»، متسائلاً «لماذا تبقى اسرائيل مستثناة؟ فهي دولة كانت لنا علاقات جيدة جدا معها حتى 2008». وأضاف داود أوغلو انه يتوقع تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية قبل الانتخابات النيابية المقبلة في تركيا في حزيران العام2011، لكنه أوضح أن شرطَي الاعتذار والتعويض لا يمكن التخلي عنهما.
وأضاف ان «قرار (رئيس الحكومة رجب طيب) اردوغان إرسال طائرات لإخماد الحرائق في إسرائيل استغرق دقيقتين بينما الائتلاف الحكومي في إسرائيل لم يرد. لقد فقدنا تسعة مواطنين، ومن زاوية إنسانية وإذا لم تتم تلبية الشروط فلا مجال للتطبيع».
وفي أول رد فعل إسرائيلي على تصريحات داود أوغلو، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أمام دبلوماسيين إسرائيليين خلال لقاء حضره صحافيون اجانب «اعتقد أن موضوع الاعتذار يصل إلى الوقاحة وربما تجاوزها».
واتهم ليبرمان حكومة اردوغان بتحريض الجمعية الخيرية التركية التي رعت السفينة «مرمرة «. واعتبر أنه «إذا كان لا بد من ان يعتذر احد، فيجب أن تعتذر الحكومة التركية لإسرائيل على تعاونها مع عناصر إرهابية ودعمها للإرهاب، ودعمها لمؤسسة الإغاثة الإنسانية وحركة حماس وحزب الله»، مشدداً على أنه «لن يكون هناك اعتذار» إسرائيلي.
وفي باريس، وتزامناً مع احتفال اسطنبول، تجمع نحو 200 شخص لإحياء الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على غزة، التي استشهد خلالها أكثر من 1400 فلسطيني وأسفرت عن تدمير كامل للقطاع. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة حقوق الإنسان في تروكاديرو «غزة، غزة، لن ننساك» و«كلنا فلسطينيون»، وقاموا بإضاءة 1400 شمعة تكريما لأرواح الضحايا الفلسطينيين. وأعلن المنظمون أيضا البدء في جمع أموال لتمويل سفينة فرنسية للمشاركة في «أسطول الحرية ـ 2».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد