تونس: تحويل مركز للشرطة إلى معرض صور
قد يكون مركز الشرطة المهجور والمحترق بالقرب من ميناء لاغوليت في الضاحية الشمالية لتونس خير دليل على ما آلت إليه أحوال سلطة القمع في هذا البلد الذي شهد أولى ثورات التغيير العربيّة.
يمثل هذا المركز للعديد من التونسيين رمزا للنظام المستبد السابق ومكاناً يعج بالذكريات المريعة. ولهذا «قام الثوار التونسيون باشعال النيران فيه منذ الأيام الأولى لتحركهم»، وفق ما يقول وسيم غزلاني، فيما حولوه الان الى متحف لصور ناس عاديين.
وغزلاني هو واحد من مجموعة من الفنانين والمصورين الذين يهدفون إلى إعادة إحياء أصوات الناس في شوارع تونس، وبث روح جديدة في أماكن مختلفة من البلاد، ومنها قسم الشرطة القابع عند ميناء لاغوليت، فضلاً عن تسليط الضوء على ممارسات القمع التي كانت تمارسها الحكومة، وذلك من خلال مشروع تصوير يحمل عنوان «الداخل إلى الخارج».
وتتمثل إحدى أهداف المشروع، وفق غزلاني، في تغيير مفهوم الناس لصور الشارع ونشر صور تحمل آراء المواطنين العاديين، وبطبيعة الحال إظهار وجوههم. لقد اعتاد الناس، ولسنوات طويلة، على رؤية الشوارع ممتلئة بصور زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بو رقيبة فقط.
وقام المسؤولون عن المشروع بتعليق صور لوجوه أناس مختلفين من نساء وشيوخ وأطفال في أماكن عدة من مركز الشرطة بعد أن أبقوا على ما أصبح عليه إثر الحريق، حيث تنتشر الملفات والمحاضر على الأرض وتتكوم إلى جنبها آلاف من طلبات الحصول على هوية تعود إلى العام 1970، فضلاً عن أجهزة الكمبيوتر وآلات الطباعة التالفة وعبارات كتبت على الجدران تقول «بن علي اذهب إلى الجحيم».
(عن «لوس أنجليس تايمز»)
إضافة تعليق جديد