السل لم يعد حكراً على الفقراء

أكدت رئيسة مركز مكافحة السل والأمراض التنفسية في اللاذقية هدى كردية أن الربط بين الفقر والإصابة بالسل استناداً على انتشاره في مناطق العشوائيات وتجمع البدو الرحل ليس دقيقاً لجهة أن السنوات الماضية شهدت إصابات لدى الطبقات الغنية نتيجة عدوى من خادمات أجنبيات مصابات، وقامت بعض العائلات بترحيلهن على حين التزمت أخرى بعلاجهن ضمن المراكز الصحية التي تعاملهن معاملة المواطنين السوريين ليحصلن على العلاج مجاناً، وعن طرق العدوى قالت كردية إن السل الرئوي ينتشر عندما يسعل المصاب أو يعطس فتنطلق العصيات السلية من داخل الرئتين لتدخل رئتي من يستنشق الهواء المحمل بها ومن السهل نقل العدوى إلى عدد كبير من الأشخاص ولاسيما الذين يعيشون في منازل صغيرة لا تهوية فيها أو في أمكنة التجمعات الرطبة والمغلقة حيث تزداد خطورة العدوى في حال التماس الطويل مع مصدر العدوى كما في المعامل والعشوائيات وبين المجندين والمسافرين جواً الذين يجلسون قرب مصاب خلال سفر طويل على حين تموت العصيات السلية خلال نصف ساعة في حال التهوية والتعرض للشمس وتزداد خطورة العدوى لدى من يملكون عوامل مضعفة للمناعة مثل الإيدز والسكري والتدخين، وأضافت كردية: إن المعالجين ضمن المركز يحصلون على معونة مادية تصرف للمصابين على دفعتين خلال مدة العلاج ونفت أن يكون ذلك لارتباط السل بالفقر بل لتشجيع المرضى على متابعة العلاج ولاسيما وأن هناك تسرباً من العلاج وأغلب المتسربين هم ممن لديهم إصابات خارج الرئة ويعطى لهم توجه ثان من أطبائهم الخاصين ومن ثم لا يمكن إجبارهم على العودة إلى المركز أما المصابون بالسل إيجابي القشع فتتم الاستعانة بالشرطة لاستدعائهم في حال تخلفهم عن العلاج لأنهم يمثلون مصدر عدوى وخطورة على المجتمع، وذكرت كردية أن بعض المرضى يعطون عناوين مزيفة ومن ثم لا يمكن ملاحقتهم وآخرون لا عناوين ثابتة لهم مثل البدو الرحل الذين يشكلون النسبة الأكبر من المتسربين من العلاج. وأضافت: إنه لدى مراجعة المركز من المشتبهين في إصابتهم بالسل يجرى لهم فحص قشع لثلاث مرات متتالية لنفي الإصابة أو تأكيدها مع طلب صورة شعاعية للصدر وفي حال التأكد من الإصابة يحول المريض إلى أقرب مركز صحي لسكنه لتناول العلاج مدة 6-8 أشهر تحت الإشراف المباشر اليومي من ممرضات مدربات لإجراء فحوص المتابعة وتدبير الآثار الجانبية للأدوية. هذا وبلغ عدد مرضى التدرن المشخصين خلال عام 2010: 165 إصابة منها 68 حالة رئوي إيجابي القشع و20 حالة رئوي سلبي القشع و77 خارج الرئة وهذه الحالات موزعة حسب مكان الإصابة: في المدينة 104، الشامية 21، جبلة 22، القرداحة 10، الحفة 8. ليكون معدل كشف الحالات خلال 2010 هو 68 % مقابل 42 % خلال عام 2005، هذا وأشارت كردية إلى وفاة شخصين مصابين بالسل خلال الأشهر الماضية كانت لديهما أمراض مرافقة أخرى، لافتة لكون السل يسبب الوفاة إذا لم يتناول المريض العلاج بشكل صحيح أو لم يكمله فيتحول إلى مزمن ومعند على الأدوية المعروفة.

ريمه راعي

المصدر: الوطن