من قال إن الرقص بحاجة إلى موسيقى؟
يدير مصمم الرقص ايمانويل غات صفه على طريقته، منطلقا من نظرية أن الرقص مسألة تعبير عمّا في الداخل من مشاعر وأحاسيس، وليس تعبيرا عما تفرضه الألحان الموسيقية.
راقصو «مسرح جنيف الكبير للباليه»، لا يدفعون غات لإعطاء الكثير من الملاحظات، إلا أن إشارة السكوت لا تفارق قاعة التدريب، في «بيت الرقص» في مدينة إيستر الفرنسية، بغرض إرساء جوّ من التركيز التام.
يحاول غات، منذ العام 2007، وعبر تدريبات متواصلة تفريغ ما في داخل الراقصين من طاقة وحماسة بخفة وسلاسة. يبدو الراقصون سعداء بما يقدموه على الرغم من عدم رؤيتهم لأدائهم في المرآة التي عزلها غات عنهم بالستائر. والسبب «الشعور الداخلي، ونظرة الآخر هما أكثر فعالية من علاقتنا مع نرجسيتنا التقليدية».
دانيال زاغيني وبيار انطوان برونيه، راقصان شابان لا يخفيان حماستهما. «نحن من يقترح الجمل الراقصة... ايمانويل لم يساعدنا ابدا بل طلب من كل منا اعداد جملة راقصة. هذا ما ساعدنا على فهم انفسنا اكثر، وتشكيل فريق يستحق المثول امام الجمهور»... يؤكد اعضاء فريق غات انهم بالتواصل البصري والذهني والجسدي، وبصمت تام، يستطيعون التقدم، «خصوصا في غياب المرآة» التي تحــرروا منها ومن نظرتهم الجاهزة لأنفسهم. وتقول نتاييل ماري، التي ترافق غات منذ اكثر من 10 سنوات، «نسيت ما يعكسه وجودي للآخرين.. تحررنا من الكلام والمرآة، وهذا ما جعل نوعية التعبير تختلف كثيرا».
غات الذي يشارك في تدريبات فريقه، وليس فقط عبر تعليمات بالميكروفون، يجهّز راقصي الباليه لعرض صامت ومميز يفترض تقديمه في مهرجان مونبولييه في تموز المقبل، بعد عرض نهاية ايار الحالي في جنيف.
(عن «ليبراسيون»)
إضافة تعليق جديد