تفاقم أزمة المازوت والاسمنت
على مايبدو نحن اليوم على ابواب فصل شتاء حافل بازمة حادة بدأت بوادرها تظهر من الان..! نعم ازمات نتوقعها في عدم توفير مادة المازوت والتي رفعت الحكومة شعار مكافحة وقمع تهريبها والتلاعب فيها بشكل متشدد منذ بداية العام الماضي ولا نجامل اذا قلنا ان تلك الجهود التي بذلت من قبل الجهات المعنية لقمع ومكافحة تهريب هذه المادة قد اعطت نتائجها لكن لم ولن تنهي تلك الظاهرة وهذا بحد ذاته يشكل تحديا كبيراً امام الجهات المختصة في مكافحة التهريب عبر المنافذ الحدودية وغيرها.
بوادر ازمة المازوت بتنا نلحظها بشكل واضح من خلال طوابير الشاحنات والاليات التي تتكدس امام بوابات ومداخل محطات الوقود وساعات عديدة من اجل الفوز بكمية محددة لكل شاحنة اوالية حسب حجمها هذا الواقع بات مألوفا لدى شريحة واسعة من السائقين وحتى ان البعض راح يستغل هذه الازمة المرشحة لان تتضاعف لدرجة الفقدان الكلي مع وصول اول موجة برد خلال هذا الشتاء والاستغلال يتم من قبل ضعاف النفوس الذين تحولوا الى سماسرة وتجار كالونات الوقود والتي تباع على محاور الطرق باسعار مضاعفة ونشير هنا الى حدة وشدة المواجهات المسلحة التي تتم بين عناصر ضابطة المكافحة الجمركية والمهربين ومن يرافقهم من عصابات مسلحة حيث لا يخلو اسبوع واحد دون وقوع صدامات ومصادرة صهاريج تحمل كميات كبيرة كان اخرها ما يقارب من خمسين الف ليتر وايضا ضبط خزاني وقود في مخابىء تحت الارض بسعة 35 الف ليتر لكل خزان في منطقة جرود قارة الحدودية, والسؤال الذي يطرح امام تلك هل يقوم هؤلاء المهربون بتوفير مادة المازوت دون ان يسهل لهم احد هذه المهمة اويتعاون معهم بالتأكيد لا يمكن دون ذلك وهذا ما يثبت بالدليل القاطع تعاون موظفين من جهات معينة وتواطؤ البعض لدرجة وصلت الى تزوير الاختام والمهمات التي تمنح من سادكوب لتحديد وجهة سير تلك الصهاريج اضافة الى ان وجود المحطات التي تدعو للشك والريبة في المناطق الحدودية اوالقريبة منها تؤكد انها لاتعمل من اجل توفير المادة للسكان الذين لم يستفيدوا مرة واحدة من محروقات هذه المحطات, والسؤال ايضا هنا هل درست شركة سادكوب واقع عمل هذه المحطات قبل الموافقة على منحها الترخيص اللازم وهل تتم مراقبتها بدقة والا كيف نفسر ان يتم ضبط صهاريج مليئة بالمازوت متوجهة الى المناطق الحدودية بشكل دوري ويستميت المهربون في الدفاع عنها وايصالها لمقصدها.
هذا وقد حققت المؤسسة العامة للاسمنت والشركات التابعة لها حتى نهاية شهر آب من هذا العام ما قيمته نحو سبعة مليارات وست مئة واثنين وثمانين مليون ليرة وبمعدل تنفيذ 93% من الخطة الانتاجية لمواد الكلنكر والاسمنت والاترنت والبورسلان والادوات الصحية .
اما المبيعات المحققة خلال هذه الفترة من العام ولكامل المنتجات فقد بلغت نحو سبعة مليارات و580 مليون ليرة وبمعدل تنفيذ وسطي للخطة 92% . وفيما يخص مادة الاسمنت والتي لوحظ مؤخرا انها بدأت تتوافر في الاسواق وتراجعت الاختناقات والازمة التي كانت قبل اشهر .
وكما يقول المتعاملون بسبب توفر المادة في الاسواق الحرة وبأسعار مرتفعة نحو ثمانية آلاف ليرة للطن الواحد رغم ذلك فإن الشركات والمعامل التابعة للمؤسسة تعمل بطاقاتها القصوى ففي شركة اسمنت عدرا بلغ معدل تنفيذ خطة الالتزام بالتسليمات لمؤسسة العمران 95% وفي شركة الرستن 88% وفي السورية بلغت النسبة 107% .
وفي اسمنت الشهباء 103% والعربية 102% وفي اسمنت طرطوس رغم ان الشركة عادت مع بداية النصف الثاني للعمل بطاقتها القصوى ووصلت تسليماتها الى معدلات عالية اكثر من 100% إلا ان الاشهر الاولى او النصف الاول جعل معدل التسليمات في الشركة 72% واجمالي المؤسسة 92% . وبلغت الكميات المسلمة للعمران خلال شهر اب نحو 433,9 الف طن من الاسمنت بمعدل 99,1 من الخطة وبلغت الكميات المستجرة لغاية آب نحو 2,9 مليون طن بمعدل 92% من الخطة .
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد