حشود عسكرية متقابلة وصالح “لن يوقّع”
نفى الحزب الحاكم في اليمن أنباء عن عزم الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة فوراً خلال ال72 ساعة المقبلة، في وقت تصاعدت فيه حدة الانتشار والتحفز المسلح في صنعاء، والتوتر في تعز، في ظل استقطاب قبلي لافت، بعد انضمام قبائل بكيل إلى التحالف القبلي المناهض للحرب في أرحب، وتعهد قبائل موالية للنظام بدعم القوات الحكومية والتصدي لمناوئي النظام، فيما تظاهر جنود الجيش في عدن وقوات الأمن في صنعاء احتجاجاً على عدم قبض رواتبهم .
وبادرت قوات اللواء الأول مدرع المنشقة إلى توسيع نطاق انتشارها في العاصمة لتشمل أحياء وشوارع رئيسة تقع على خط التماس مع مناطق انتشار القوات الموالية للنظام بجنوب وشرق صنعاء في إجراء مفاجئ يتزامن مع تصاعد الاتهامات الموجهة من قبل الحكومة للقيادة العسكرية للقوات المنشقة بالسعي إلى تفجير الأوضاع في البلاد . وانضمت قبيلة بكيل ثاني أكبر القبائل اليمنية إلى التحالف القبلي المناهض للحرب، وأعلنت أمس إدانتها للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش ووقوفها الكامل مع قبيلة أرحب في وجه ما اعتبرته “مجازر وحشية بحق المواطنين وللدفاع عن العرض والشرف ونصرة لداعي الأخوة” .
وفي المقابل عززت القوات الحكومية الموالية وبشكل مكثف من انتشارها الأمني والعسكري في المناطق المجاورة كافة والمتاخمة لمحيط مطار صنعاء الدولي، وإغلاق منفذ “الأزرقين” الذي يربط العاصمة بعمران المجاورة ومناطق الاشتباكات القائمة بمديرية أرحب المجاورة، بالترافق مع انتشار لافت لمجاميع قبلية مسلحة موالية للنظام من أتباع الشيخ صغير بن عزيز ، أحد أبرز حلفاء الرئيس صالح في قبيلة بكيل، في العديد من الأحياء والشوارع المقابلة لمحيط المطار . وأكدت مصادر قبلية مطلعة على ما تم تداوله خلال اجتماع قبلي حاشد لمؤيدي الرئيس صالح ل “الخليج” أن الاجتماع خلص إلى الاتفاق على تقديم الدعم المسلح للقوات الحكومية الموالية للنظام في حال اشتراك القبائل المؤتلفة مع زعيم قبيلة حاشد في التحالف المسلح الناشئ والمناوئ للنظام إلى جانب الاضطلاع بمهام حماية المنشآت والمقرات الحكومية داخل العاصمة والتصدي لأي محاولات من قبل القوات المنشقة أو القبائل الموالية تهدف إلى السيطرة على هذه المقرات والمنشآت الحكومية . واتهمت أحزاب المعارضة مدير أمن تعز بنشر مجاميع من القناصة في العديد من أسطح المباني المقابلة لساحة الحرية تمهيداً لتنفيذ استهداف وشيك للمعتصمين بالساحة .
في أثناء ذلك حذر محافظ البنك المركزي اليمني محمد بن همام من أن احتياطيات المصرف من العملة الصعبة تراجعت في النصف الأول من العام نحو 3 .1 مليار دولار وكانت أقل من خمسة مليارات دولار في نهاية يوليو/ تموز، وأشار في حديث إلى “رويترز” إلى أن التأثير الاقتصادي للأزمة السياسية في اليمن دفع البنك المركزي للتدخل في السوق وضخ كمية كبيرة من العملة الصعبة لتغطية الفاقد من التدفقات النقدية إلى الداخل . مع ما تسببت فيه الأزمة من نقص في إمدادات الكهرباء وإغلاق كثير من المصانع وتسريح عشرات الآلاف من العمال وتسجيل إيرادات السياحة والاستثمار الاجنبي المباشر انخفاضاً حاداً، مع مخاوف من ارتفاع نسبة التضخم إلى 30% .
عادل الصلوي
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد