فرنسا تدعم متمردين سـوريين عبر لبـنان؟
نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية مقالاً للكاتب جورج مالبرونو، رصد خلاله عدداً من الحقائق التي استقاها من مقابلات واتصالات أثناء تواجده في بيروت تكشف دعم فرنسا لمسلحين سوريين معارضين، إلى جانب كل من بريطانيا وتركيا . وكتب مالبرونو يقول «قبل ثلاثة أسابيع، ابلغني مصدر فرنسي مطلع أن «باريس تدعم المتمردين السوريين لوجستياً من خلال إمدادهم، من وراء الكواليس، بمعدات رؤية ليلية (الأشعة تحت الحمراء) ووسائل للاتصال». ولكن، خلال اتجاهنا الى منطقة الشرق الأوسط، سألني المصدر الملمّ بالمنطقة ألا «انشر أي شيء» مما أبلغني به.
بعد وقت قصير من وصولي الى بيروت، يوم السبت في 19 تشرين الثاني الحالي، أكد لي عسكري فرنسي متمركز في لبنان أن الفرنسيين ليسوا «غير فاعلين» مع المعارضين السوريين اللاجئين الى تركيا ولبنان، وأنه «من السهل جداً استخدام شبكات الاتجار بالأسلحة العاملة في لبنان لتعزيز قوة المتمردين»، الذين يمكن أن يصعّدوا في الجانب الآخر من الحدود العمليات ضد قوات الأمن السورية.
ويضيف الضابط، الذي قال لي أيضاً إنه خلال فصل الصيف «حاولت باريس عبثاً فرض خطة تهدف الى الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد ولكن مع إبعاده عمّن حوله»، أن الاستخبارات الأردنية المتخصصة بالتسلل، ناشطة كذلك في جنوب سوريا على الحدود مع المملكة.
وبحسب الضابط، فإن من بين مجموعة عناصر الدعم الذي يمكن لفرنسا أن تقدّمها للمنشقين السوريين المسلحين أيضاً، هي المعلومات عبر الأقمار الاصطناعية حول مواقع الجيش السوري الذي يقاتلهم.
وفي الـ21 من الشهر الحالي، اتصل بي أحد الأصدقاء من بريطانيا ليطلعني على تفاصيل اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مع ممثلين من المعارضة السورية على ضفاف نهر التايمز، حيث أطلع هيغ السوريين على ما يعتريه من شكوك بشأن «استعداد تركيا لفرض منطقة عازلة داخل سوريا»، مؤكداً أن «بشار الأسد لن يستسلم طالما أنه يشعر أن روسيا إلى جانبه».
أما عندما التقيت السفير التركي في لبنان، فقد بدا متحفظاً إزاء إمكانية تأمين اللجوء لعناصر الجيش السوري الحرّ، وغداة اللقاء أخبرتني دبلوماسيّة فرنسيّة أن «المراسلات الدبلوماسية من المنطقة» توحي بأن «الأتراك يتكلمون كثيراً ويفعلون قليلاً».
ولدى صعودي إلى الطائرة، مغادراً لبيروت، قرأت مقالاً عن مساعدة فرنسا للمتمردين السوريين إلى جانب بريطانيا وتركيا في إطار ما عُرف بـ«التدخل المحدود» في سوريا.
وفي النهاية أتساءل، مَن مِن بين هؤلاء على حق؟ هل يكون المصدر الأول والعسكري الفرنسي؟ وهل النفي التركي والبريطاني حقيقي أم مجرّد قناع لتغطية واقع دعم البلدين لمعارضي نظام بشار الأسد؟ الأكيد بالنسبة لي هو أن الأتراك يدعمون المسلحين أما الباقي فتجدر متابعته خلال الأيام المقبلة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد