الشريك «السري» في نظرية داروين
اعتاد القارئ العربي تسمية نظرية «تطور الكائنات الحية عبر الاصطفاء الطبيعي» بـ«نظرية داروين»، نسبة إلى العالم تشارلز روبرت داروين. إلا أن المدرسة الأوروبية والأميركية تطلق على هذه النظرية تسمية «نظرية داروين ـ ويللز»، فمن هو ذلك ويللز السري؟ وكيف أصبح مشاركا لداروين في هذا العمل العلمي الضخم؟
ألفرد راسل ويللز ولد بعد 12 سنة من ولادة داروين وتوفي بـعده بـ31 سنة. لقد اهتم ويللز بعلم الطبيعة وعلم الحيوان والأنتروبولوجيا، وهو مؤسس أحد فروع العلوم الطبيعية، والمسمى زووجغرافيا أو «جغرافيا الحيوان»، إذ هو أول من اقترح تقسيم الكرة الأرضية إلى مناطق تنوع الحيوانات «مناطق فاونية».
في العام 1858 بلغ داروين أن هنالك رجلا آخر، وهو ألفريد راسل ويللز، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته حول تطور الكائنات» ، مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه، إلا أن الفهم الحديث للتطور يعتمد على نظرية الاصطفاء الطبيعي، التي وضعت مبادئها في ورقة مفصلية في العام ذاته من قبل تشارلز داروين وألفرد راسل ويللز، ونشرت ضمن كتاب داروين الشهير «أصل الأنواع» في الثلاثينيات من القرن العشرين.
وترافقت نظرية الاصطفاء الطبيعي الدارويني مع نظرية الوراثة المندلية لويللز لتشكل ما يدعى الاصطناع التطوري الحديث، وعرفت أيضاً بالداروينية الجديدة. والاصطناع الحديث يصف التطور كتغير في تكرار وتوافر الأليلات ضمن مجموعة حيوية من جيل إلى الجيل الذي يليه، وهذه النظرية سرعان ما أصبحت المبدأ المركزي المنظم لعلم الحياة الحديث، نسبة لقدرتها التفسيرية والتنبئية العالية في علم الأحياء والبيئة.
(«انباء موسكو»)
إضافة تعليق جديد