قتيل وعشرات الجرحى في مواجهات في بورسعيد
سقط قتيل وعشرات الجرحى في مواجهات اندلعت مساء أول من أمس وصباح أمس في محافظة بورسعيد بين قوات الشرطة والجيش من جهة وآلاف المحتجين من جهة أخرى. وكان المحتجون يعبّرون عن غضبهم بعد قرارات اتحاد كرة القدم الموقت ضد فريق النادي «المصري» على خلفية أحداث «مجزرة بورسعيد» التي سقط فيها 74 قتيلاً في مواجهات بين جماهير ناديي «الأهلي» و «المصري» في الأول من شباط (فبراير) الماضي في استاد بورسعيد.
وكان اتحاد الكرة قرر حرمان الفريق الأول في النادي «المصري» من المشاركة في أنشطته لمدة عامين مع التزام النادي بعقوده مع اللاعبين، على أن يستأنف نشاطه بداية من موسم 2013 - 2014. وقرر اتحاد الكرة حظر اللعب على استاد بورسعيد لمدة 3 سنوات وحرمان النادي «الأهلي» من اللعب في حضور جمهوره 4 مباريات رسمية، لتكرار قيام جماهيره بإشعال الألعاب النارية وإلقائها على أرض الملعب أثناء مباراة «المصري»، ورفعها لافتات تحمل عبارات مسيئة. كما قرر اتحاد الكرة إيقاف المدير الفني للنادي «الأهلي» البرتغالي مانويل جوزيه واللاعب حسام غالي 4 مباريات رسمية وتغريمهما 5 آلاف جنيه، لسوء السلوك الرياضي تجاه حكم المباراة.
وفور إعلان العقوبات على النادي «المصري» اشتعلت المواجهات في محافظة بورسعيد، إذ توجهت حشود ضمت الآلاف إلى مبنى هيئة قناة السويس في محاولة لاقتحامها، وقطعوا طرقاً عدة رئيسة، وأشعلوا إطارات السيارات في الطرقات، كما حاصروا المنطقة الاستثمارية ومنعوا الموظفين والعمال من الدخول إلى مصانعهم وتوقف العمل في مصانع عدة.\وأسفرت الاشتباكات بين الغاضبين والأمن عن مقتل صبي يدعى بلال محمود بطلق ناري، وإصابة أكثر من 60 شخصاً باختناقات نتيجة إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الجموع المحتشدة أمام مبنى الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس.
وشيّع آلاف الصبي القتيل أمس وسط غضب عارم اجتاح المحافظة وترديد هتافات مناوئة للمجلس العسكري والحكومة واتحاد الكرة وأخرى ترفض اتهام أهالي بورسعيد بتنفيذ مجزرة الاستاد. وسادت حال من الانفلات الأمني مدينة بورسعيد، إذ اكتفت قوات الشرطة والجيش بتأمين المؤسسات الرسمية والمنشآت العامة، فيما خلت الشوارع من أي وجود شرطي. ودفع الجيش والشرطة بتعزيزات أمنية تحسباً لاتساع رقعة الاحتجاجات. وتحول محيط هيئة قناة السويس إلى ساحة للفرّ والكرّ بين المحتجين وقوات الأمن.
وفي محاولة منه لتهدئة الأوضاع، قال رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري إن العقوبات ضد النادي المصري «لا دخل للحكومة بها، وجاءت وفقاً للوائح الاتحاد المصري، وقوانين الفيفا». وأضاف: «يمكن النادي المصري أن يقدم التماساً للجهات المختصة». ووصف نادي «الأهلي» قرارات اتحاد الكرة بأنها «متناقضة»، وقرر عقد اجتماع مجلس إدارة طارئ لمناقشة العقوبات. كما رفضت رابطة «ألتراس أهلاوي» قرارات الاتحاد. وقالت في بيان إن العقوبات المفروضة على النادي «المصري» هزيلة. وأعربت الرابطة عن استيائها من العقوبات ضد ناديها.
وقال عضو مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) عن محافظة بورسعيد البدري فرغلي لـ «الحياة» إن قرارات الاتحاد الموقت لكرة القدم «اتسمت بالاستعجال المريب؛ لأنها أشعلت نار الفتنة من جديد». واتهم القائمين على الاتحاد بـ «معاداة بورسعيد والارتباط بنظام (حسني) مبارك والسعي إلى إشعال الفتنة في البلاد». كما اتهم الإعلام الرياضي بالتحريض ضد بورسعيد لإشعال الفتنة. وقال: «هم يستغلون المنابر الإعلامية لتقسيم البلاد، والأزمة تحولت إلى سياسية لا رياضية». وشدد فرغلي على ضرورة القصاص لقتلى مجزرة بورسعيد عبر القضاء. واعتبر أن قرارات اتحاد الكرة «ضربة سياسية من عناصر مرتبطة بالنظام السابق». وأوضح أن العمل توقف في عشرات المصالح والمصانع في المحافظة، معتبراً أن غضب الشباب انعكاس طبيعي للتحريض ضده طوال الأشهر الماضية.
وقال: «المدينة معرضة لعوامل سخط غريبة ورهيبة تشعل نار الفتنة»، مضيفاً: «نحاول توجيه الشباب إلى الاحتجاج السلمي والحضاري، ونرفض إعاقة العمل في المؤسسات... سنوزع بياناً موقّعاً من نواب ومثقفين لحض الشباب على الابتعاد من الاحتجاجات العنيفة».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد