شـبكة تركية لتحويل عصابات«الجيـش الحـر»إلى قـوة قتـالية فعـالة
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن المقاتلين السوريين في الجنوب التركي تحولوا إلى قوة قتالية أكثر فعالية تعمل بمساعدة شبكة متزايدة التعقيد من الناشطين الأتراك، حيث بدأوا بتهريب الإمدادات الحيوية عبر الحدود ومنها الأسلحة وأجهزة الاتصالات ومعدات المستشفيات وحتى دفع رواتب للجنود المنشقين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشبكة تعكس وجود مسعى حقيقي لتشكيل حركة معارضة متصلة بمنظمات عسكرية وحكومية وإنسانية في آن معاً، وهو ما لن ينجح في التغلب على القوات السورية النظامية فحسب، بل في النجاح بتغيير الحكومة ككل، على حد قول الصحيفة.
وظهرت الشبكة، بحسب «نيويورك تايمز»، في وقت تتصاعد فيه حالات التوتر بين تركيا وسوريا على خلفية إسقاط الطائرة، ووسط أنباء متزايدة عن حدوث انشقاقات لرتب عالية من الجيش السوري بعضهم يساعد المعارضة السورية.
أما الأهم، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، فهو تنبه المعارضة السورية إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتقها هي أبعد من تأمين الإمدادات الضرورية، بل تتعداها إلى هدف أكبر وأصعب يتمثل في خلق نوع من التعاون والاتحاد بين المجموعات المتفككة التي تشكل «الجيش الحرّ» وبين أي حكم مدني محلي سيظهر في وقت لاحق.
واستناداً إلى كلام ناشطين تحدثوا للصحيفة هناك فإن هناك حالياً داخل سوريا عشرة مجالس عسكرية، تغطي أهم المناطق التي تشهد صراعاً محتدماً، باستثناء حمص حيث الخلافات مستمرة بين الفصائل. أما من يعملون مع «الجيش الحرّ» فيتلقون رواتب شهرية تبدأ بـ200 دولار للجندي الواحد، وأكثر من ذلك للضباط كما لأسر القتلى.
ولفتت الصحيفة إلى أهمية المال الذي يجعل سلوك العناصر أكثر انضباطاً كما يسهم في ترسيخ التنظيم بين المجالس العسكرية المختلفة لضمان شنّ هجمات منظمة ومؤلمة ضدّ النظام، في وقت نقلت عن حسن كاظم وهو ناشط سوري هرب من حلب عندما استدعي للخدمة العسكرية قوله إن «عمليات المعارضة تحتاج لأن تصبح أكثر استراتيجية».
وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بتصريح رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الجنرال روبرت مود الذي أكد، الأسبوع الماضي أمام مجلس الأمن الدولي، أن «المقاومة السورية أصبحت ناشطة وفعالة بشكل متزايد»، مشيرة إلى أن مود عزا ذلك إلى «الخبرة الكبيرة والتنسيق المتزايد بين المقاتلين».
وعلى خط مواز، ثمة لوبي جديد ينشط في أروقة دوائر القرار في الولايات المتحدة للضغط على المسؤولين الأميركيين من أجل الانخراط في التسليح المباشر للمقاتلين السوريين، وهو ما كشفت عنه مجلة «نيوزويك» التي أشارت إلى نشاط السوري مازن الأصبحي ورفاقه في هذا الإطار.
وأشارت «نيوزويك» إلى ن مجموعة الضغط السورية في أميركا تأمل حرف واشنطن عن موقع الحياد الذي تدعيه علناً، حيث دقت في الأسابيع الماضية أبواب العديد من أعضاء الكونغرس والمنظمات الحكومية ومراكز الأبحاث محاولة إقناعهم بأن الدخول في عملية تسليح مباشرة للمقاتلين سيكون بمثابة استثمار استراتيجي ناجح. والجدير ذكره أن الموقع الالكتروني لهذه المجموعة يؤكد أن «الجيش الحرّ» هو «مجموعة من الأبطال»، ويقبلون التبرعات عبر موقع «باي بال»، وهو موقع الكتروني تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الانترنت لمواقع مختلفة، علما أن المجموعة أعلنت عن تلقيها تبرعات من 59 شخصاً، وصلت إلى ما قيمته خمسة آلاف دولار منذ بدء الحملة في كانون الأول الماضي.
وتميز مجموعة الضغط نفسها عن العديد من المنظمات التي انضوت تحت المجلس الوطني في الخارج، حيث تعتبر أن «هدفها النهائي هو تغيير سياسة أوباما ودفعه لدعم المقاتلين السوريين لوجستياً وبالسلاح الثقيل والتدريب».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد