لجنة التحقيق الدولية في مذبحة الحولة تفشل في تحديد هوية المجرمين
رغم كل المعلومات والأدلة الموثقة التي قدمتها السلطات السورية لها، فشلت اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في ملابسات مذبحة الحولة في تحديد مرتكبيها.
وجاء في التقرير الذي قدمه أمس كبير محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان باولو بينيرو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: إن «لجنة التحقيق غير قادرة على تحديد هوية منفذي المذبحة في هذا الوقت، ومع ذلك ترى أن القوات الموالية للنظام ربما هي المسؤولة عن العديد من حالات الوفاة» التي رافقت هذه المجزرة.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي نفى «بشكل قاطع» مسؤولية الجيش العربي السوري عن المجزرة وأكد في مؤتمر صحفي عقده لتوضيح حقيقة ما جرى في الحولة، أن مجموعات إرهابية قامت بارتكاب المجزرة، معلناً في الوقت نفسه تشكيل لجنة تحقيق ستعلن نتائجها خلال ثلاثة أيام، كما أكدت اللجنة أن مجموعات إرهابية مسلحة هي من ارتكب المجزرة.
ووفق التقرير الذي قدمه بينيرو (برازيلي الجنسية) خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف المكون من 47 دولة، فقد وجد المحققون أن الأدلة المتوتفرة لديهم لا تكفي لاستبعاد أي من الافتراضات والروايات التي طرحت حول المجزرة.
وأوضح التقرير الذي نشره موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني نقلاً عن وكالة «إيتار تاس» الروسية أن اللجنة درست ثلاث روايات أساسية، ترجح الأولى أن تكون مجموعات مسلحة موالية للحكومة مسؤولة عن المجزرة، والثانية أن تكون وحدات من قوات المعارضة المسلحة وراء الجريمة، بهدف تصعيد الوضع ومعاقبة أشخاص رفضوا تأييد التمرد ضد الحكومة. ولم يستبعد المحققون الرواية الثالثة التي تتهم مجموعات أجنبية مجهولة الانتماء بارتكاب المجزرة.
وذكر المحققون أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى منطقة الحولة لأن الحكومة السورية لم تسمح لهم بدخول البلاد. ولذلك اعتمدوا على معلومات قدمها لهم شهود عيان عبر «السكايب» أو خلال مقابلات عقدت خارج سورية (400 مقابلة)، إضافة إلى المعلومات التي قدمتها الجهات السورية الرسمية والمنظمات المعارضة. كما درست اللجنة صوراً للمنطقة التقطت عبر أقمار صناعية قبل وبعد وقوع المذبحة وصور وشرائط الفيديو تصور آثار عمليات القتل.
وقال التقرير الذي جاء في عشرين صفحة: إن «الوضع على الأرض يتدهور بسرعة وعلى نحو خطير».
ويعمل الفريق على تحديث قائمة سرية لمرتكبي أعمال العنف الذين تم تحديد هويتهم لاستخدامها المحتمل في محاكمات جنائية تتصل بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية مستقبلاً.
ورأى المحققون أن قوات موالية للحكومة كانت تتمتع بفرص أكثر من قوات المعارضة للوصول إلى المواقع التي حصلت فيها المجزرة.
وكان مقدسي أوضح، في شرحه لما جرى في الحولة أنه «في تمام الساعة الثانية ظهراً من يوم الجمعة (25 أيار) تجمع المئات من المسلحين واستخدموا سيارات بيك آب مدججة بالسلاح الثقيل من مدافع هاون ورشاشات ثقيلة، وصواريخ مضادة للدروع».
وأضاف: «لقد توجهت القوات الإرهابية إلى هذه المنطقة التي تحرسها القوات الحكومية بخمس نقاط فقط وهي خارج الأمكنة التي ارتكبت فيها المجزرة، وهاجمت منذ الساعة الثانية المراكز العسكرية السورية وكان الهجوم متزامناً من الساعة الثانية حتى الحادية عشرة ليلاً» وأكد مقدسي، أنه لم يكن هناك دخول لأي دبابة سورية إلى مكان المجزرة ولم تكن هناك مدافع موجهة إليه»، وأشار إلى أن قوات حفظ النظام لم تغادر أماكنها بل كانت في حال دفاع عن النفس، موضحاً أن القوات السورية ردت على هذا الاعتداء وانتهى الاشتباك في الحادية عشرة ليلاً من ليل الجمعة».
وأكد مقدسي، أنه ووفقاً لمعلومات استخباراتية لا تقبل الدحض فإن الهجوم الذي تجمع المسلحون الذين شاركوا فيه من مناطق عدة كالرستن والقصير وتلبيسة كان مبيتاً ومخططاً له ولم يتم بشكل عفوي.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد