«الوكالـة الدوليـة للطاقـة الذريـة» تصـدر تقريرهـا: إيران تضاعف تخصيب اليورانيوم
لم تأت نتائج التقرير الفصلي الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني، أمس، مؤاتية للرسالة العالمية التي عملت طهران جاهدة على تقديمها في «قمة عدم الانحياز»، لا سيّما في ظلّ حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
واتهم التقرير، الذي تزامن صدوره مع اليوم الأول لافتتاح القمة، إيران بمضاعفة عدد أجهزة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو المحصّن تحت الأرض، كما بعرقلة عمليات التفتيش التي تجريها في قاعدة «بارشين» العسكرية حيث تشتبه في حصول أنشطة نووية غير قانونية.
وكشف التقرير، الذي يصدر بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، عن وجود «أنشطة مكثفة» في مجمع «بارشين» العسكري الإيراني، معتبراً أنها «ستعوق بشكل كبير قدرة الوكالة على إجراء عمليات تحقيق فاعلة»، في تلميح واضح إلى ان طهران أخفت آثاراً مشبوهة.
وتشتبه الوكالة التابعة للأمم المتحدة في أن إيران قامت في هذه القاعدة العسكرية بتجارب لتفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، وهو ما تنفيه الأخيرة.
واشتكت الوكالة في هذا الصدد أن «بسبب هذه الأنشطة المهمة، فإن قدرة الوكالة على التثبت من المعلومات التي تقوم عليها مخاوفها تأثرت سلباً». في إشارة لجهود يشتبه في أنها لتطهير الموقع، ستعرقل تحقيقها بشأن أعمال سابقة هناك لتطوير أسلحة نووية إذا سُمح للمفتشين بالدخول.
يُذكر أن الوكالة تطالب منذ مطلع العام الحالي إيران بالسماح لها بالدخول إلى المواقع المعنية بهذه المخاوف.
وفي التفاصيل، كشف التقرير أن عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو زادت لأكثر من المثلين لتصل إلى 2140 جهازاً من أصل 1064 جهازاً كانوا في أيار. في وقت أوضح أن الأجهزة الجديدة لم يبدأ تشغيلها بعد، وأن 700 جهاز تقريباً من أصل هذا العدد هي قيد العمل.
كما أظهر التقرير أن إيران أنتجت نحو 190 كلغ من اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى منذ العام 2010 حيث ارتفع من 145 كلغ في أيار.
وكانت مصادر في الوكالة الدولية أعلنت عن تشكيل مجموعة عمل من الخبراء تابعين للوكالة لمتابعة تطورات البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل بشكل أكثر فعالية. في وقت أكد السفير الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية مجدداً أن «إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم وهو حق لكل الأمم».
وفيما يؤكد كل تقرير جديد يصدر عن الوكالة أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم وتوسيع برنامجها النووي، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها، من غير المتوقع حسب متابعين أن يشكل التقرير الأخير استثناء ولو أنه يصدر بعد فرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف تحديداً صادرات النفط الايراني.
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مايكل مان أن المفاوضات المقررة نهاية آب الحالي حول الملف النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى ستشهد «تأخيراً طفيفاً»، لكنها ستجري «خلال الأيام المقبلة».
وقال مان، وهو المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، إن «لا وجود لسبب محدد لهذا التأخير الطفيف، فهي فقط مسألة مواعيد».
واكد ان اشتون، وهي موفدة الدول الكبرى في هذا الملف، وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي «سيتحادثان قريباً، خلال الايام المقبلة»، من دون أن يوضح ما اذا كانت هذه المحادثات مباشرة او عبر الهاتف.
وفي بداية آب، كانت اشتون أعلنت أنها توافقت في اتصال هاتفي مع جليلي على مبادئ الجولة الجديدة من التفاوض في نهاية الشهر. وقد سبق هذا الاتصال الهاتفي اجتماع ديبلوماسي عالي المستوى في اسطنبول بين أوروبا وإيران لمناقشة البرنامج النووي لطهران.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد