الخارجية الروسية تستنكر تهديد المسلحين بضرب المطارات المدنية وفصيل معارض يثني على الدور الروسي في المصالحة
أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم 3 سبتمبر/أيلول، أن المسؤولية عن تنفيذ تهديدات الجيش السوري الحر ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء. وأعربت الوزارة عن قلق موسكو من تصريحات ممثلي ما يسمى بالجيش السوري الحر التي هددوا فيها باعتبار مطاري دمشق وحلب منذ الآن هدفين عسكريين.
وكان الجيش السوري الحر قد وجه إنذارا أخيرا إلى شركات الطيران المدني بوقف الرحلات الجوية إلى هاذين المطارين خلال فترة 72 ساعة ابتداء من يوم 1 سبتمبر/أيلول.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تصف مثل هذه التهديدات بأنها غير مقبولة إطلاقا لكونها تنتهك القانون الدولي وبالدرجة الأولى اتفاقية شيكاغو عام 1944 بشأن الطيران المدني الدولي. وقالت: "يعني كل ذلك من وجهة النظر الأخلاقية والقانونية أن المعارضين يقتربون من خط أحمر سيقومون بعد تخطيه بإعمال لا تختلف عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم القاعدة".
وأعادت وزارة الخارجية إلى الأذهان أن الأهداف المدنية والسكان المسالمين كانوا يتعرضون أكثر من مرة لهجمات من جانب المعارضة المسلحة السورية. وترى الوزارة أن البيان الأخير الذي أصدره الجيش السوري الحر يعني من حيث الجوهر أن الإرهاب يتحول إلى أحد الأساليب الرئيسية له. وقالت الوزارة: "لكن الدول التي ترعى المعارضة السورية الراديكالية وتحثها على رفض الحوار مع السلطة، والصراع حتى النصر تفضل ألا تلاحظ ذلك. وفي حال تنفيذ التهديدات الصادرة عن الجيش السوري الحر فإن المسؤولية الكاملة عن العواقب لن تلقى على المنفذين المباشرين فحسب بل وعلى رعاتهم أيضا".
وأضافت: "من الضروري التأثير الحازم على قادة الجيش السوري الحر للحيلولة دون إطلاق مثل هذه التهديدات ناهيك عن تنفيذها". وتابعت أن روسيا توجهت، بهذا الصدد، عبر قنوات دبلوماسية إلى دول بوسعها التأثير على المعارضة السورية الراديكالية.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية توصياتها الموجهة إلى المواطنين الروس بالامتناع عن زيارة سورية، ودعت الروس المقيمين في هذا البلد إلى اختيار مسارات أكثر أمانا للخروج من البلاد.
من جهة أخرى قال فاتح محمد جاموس القيادي في "تيار طريق التغيير السلمي" الممثل في مجلس الشعب السوري أثناء لقائه إلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي في موسكو يوم 3 سبتمبر/أيلول، إن سورية ممتنة لروسيا على الجهود التي تبذلها من أجل تسوية الأزمة السورية.
وأضاف جاموس الذي يرأس الوفد السوري الزائر لموسكو إن "تيار طريق التغيير السلمي" يشاطر موسكو موقفها الداعي إلى حل سلمي للمشكلة. وأشار إلى أن لتيار يدعو إلى إطلاق مفاوضات دون أية شروط مسبقة آخذا بالحسبان مصالح كل الأطراف.
وأكد أن روسيا تستطيع لعب دور محوري في الحفاظ على الدولة السورية و سلامة أراضيها.
ومن جانبه دعا أوماخانوف إلى أن تنظم مختلف فئات المجتمع السوري بغض النظر عن انتماءاتها الدينية والقومية حوارا داخليا للخروج من الأزمة. وقال السيناتور الروسي: "لا تزال روسيا تتخذ موقفا يدعو إلى أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه دون تدخل خارجي".
المصدر: وكالة "نوفوستي" للأنباء
إضافة تعليق جديد