إرهابيون يحاولون تعكير هدوء دمشق بعبوة ناسفة أمام الفورسيزنز والجيش يحصن «مربع حلب الأمني»

في محاولة للتشويش على حالة الهدوء التي عاشتها دمشق في الأيام الأخيرة بعد تطهير معظم أحيائها وضواحيها من المسلحين، انفجرت عبوة ناسفة مساء أمس قرب فندق الفورسيزنز على طريق بيروت.
 
وأوضح شهود عيان أن الانفجار الذي وقع عند الساعة السادسة و45 دقيقة من مساء أمس بالقرب من جسر للمشاة أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح.
وبينما خيم الهدوء الحذر على حي التضامن بدمشق بالترافق مع عودة عدد من أهاليه إلى منازلهم بعد اطمئنانهم لوجود قوات الجيش فيه، قالت مصادر أن الجهات المختصة اعتقلت مؤخراً أكثر من 100 مسلح كانوا متخفين بزي نسائي في مدينة الحجر الأسود بريف دمشق، في وقت استمرت الاشتباكات المحدودة في مدن وبلدات في الغوطة الشرقية، في حين نشرت الجهات المختصة عناصرها المزودين بسيارات الدفع الرباعي على جانبي طريق مطار دمشق الدولي لتأمينه.
وتواصلت ملاحقة المسلحين في مناطق حجيرة البلد قرب السيدة زينب ويلدا قرب ببيلا التي شهدت بدورها هدوء حذراً. كما شهدت بلدات عرطوز ومعضمية الشام وقطنا غرب دمشق اشتباكات محدودة بين الجهات المختصة والمجموعات المسلحة.
وفي حلب نفذت وحدات الجيش العربي السوري أمس عمليتين نوعيتين أفضت الأولى إلى تطهير منطقة الشيخ أبو بكر قرب العرقوب وأدت الثانية إلى تمشيط منطقة قصر الوالي في محلة السيد علي وذلك في إطار سعي الجهات المختصة إلى تحصين مربع المدينة الأمني في وجه المسلحين.
ويشمل مربع حلب الأمني منطقة كبيرة تمتد على نحو نصف مساحة المدينة وتضم الكثير من الأحياء بما فيها الراقية والحديثة بالإضافة إلى المراكز الأمنية والمؤسسات الحكومية ومفاصل حيوية مهمة، ولذلك حاول المسلحون مراراً اختراقه لزعزعة استقرار المدينة دون جدوى.
والحال أن تمركز المسلحين في المربع الأمني محال لسهولة التعامل مع مجموعاتهم وإيقاع خسائر فادحة في صفوفهم بسبب الصفة التنظيمية للأحياء التي توفر شوارع عريضة وأبنية غير متراصة، وهو ما أثبتته تجاربهم السابقة والتي فرضت عليهم تعديل تكتيكهم العسكري والاكتفاء بمهاجمة المقار الأمنية والثكنات العسكرية على محيط المربع خلال شهرين من عمر المعركة الدائرة في حلب.
وتؤوي أحياء المربع، وخصوصاً الغربية منها، المهجرين الذين فروا من مناطق القتال في الأحياء الشرقية ومن أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة التي طهرها الجيش العربي السوري عدا عن أحياء السكري والفردوس والكلاسة وبستان القصر وغيرها من الأحياء حيث تنفذ القوات المسلحة فيها عمليات نوعية في مقار تجمعات المسلحين.

المصدر: الوطن