موسكو تستقبل الإبراهيمي وترفض شروط المعارضة المسبقة للحوار
حثت موسكو، قبل ساعات من وصول المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إليها، النظام السوري على «طرح خطوات محددة» من أجل الحوار مع المعارضة، لكنها كررت رفضها الموافقة على الشرط المسبق لجماعات المعارضة الخارجية والدول الداعمة لها، تنحي الرئيس بشار الأسد، فيما أعلنت القاهرة أنها متفقة مع موسكو على رفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، معتبرة في الوقت ذاته، أنه «من الصعب أن يكون للحكم السوري الحالي مكان في المستقبل».
وسارع المكتب الإعلامي للأمم المتحدة إلى توضيح دعوة الإبراهيمي، في دمشق أمس الأول، إلى «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات» تقود سوريا إلى الانتخابات، والتي فسرها معارضون على أنها تفتح الباب أمام بقاء الأسد في سدة الحكم حتى إجراء الانتخابات في العام 2014. وأشار المكتب إلى أن الإبراهيمي لم يحدد ما إذا كان على الأسد البقاء في الحكم حتى نهاية ولايته، مضيفا أن المبعوث قال إن «الفترة الانتقالية يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، وأنه يجب تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن، وأنه يأمل بإمكانية حل الأزمة في العام 2013 لأنه لا يمكن ان تستمر حتى العام 2014».
ويعقد الإبراهيمي اجتماعاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، قد يفتح الطريق أمام عقد اجتماع ثلاثي جديد بين المبعوث الأممي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي قال «سنستمع إلى ما سيقوله لنا الإبراهيمي وبعد ذلك نتخذ قرارا بخصوص لقاء جديد» ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، موضحا أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في كانون الثاني المقبل، بعد عطلة الأعياد في روسيا.
وحاولت موسكو الانفتاح على رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب، عبر دعوته للمشاركة في المفاوضات، لكن الخطيب اشترط أن يعتذر لافروف عن دعم موسكو النظام السوري كمقدمة لإمكانية عقد وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو، «شجعنا فعليا كما نفعل منذ أشهر القيادة السورية على تنفيذ ما أعلنته عن استعدادها للحوار مع المعارضة». وأعلن أنه «دعا الجانب السوري خلال مباحثاته مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى طرح خطوات محددة للحوار مع المعارضة، والذي أعلنت الحكومة السورية عن استعدادها له»، مشيرا إلى أن «القيادة السورية منفتحة لبحث مختلف المبادرات في إطار اتفاقات جنيف». وتابع «أعتقد أن تقييماً واقعياً مفصلاً للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي».
وشدد لافروف على أن موسكو لا تزال ترفض دعم الدعوات التي تطلقها بعض الدول لتنحي الأسد، مؤكدا أنها مسألة تعود إلى الشعب السوري. وقال «سنلتقيه (الإبراهيمي) لتكوين فكرة شاملة، تتضمن وجهات نظر الطرفين» في النزاع الدائر في سوريا، مكررا أن «على الأسرة الدولية الامتناع عن تحريض هذا الطرف أو ذاك على العنف أو وضع شروط مسبقة. مع الاحترام الشديد للأسرة الدولية، الشعب السوري هو من يقرر مستقبل الأسد».
وقال عمرو، من جهته، إن «مصر اتخذت موقفا واضحا منذ بداية الأزمة السورية، وهذا الموقف مبني على رفض التدخل العسكري الأجنبي في سوريا لما له من أضرار». وأضاف «هناك اتفاق بين الموقف الروسي والموقف المصري. إننا معا نعارض أي تدخل عسكري أجنبي لتحقيق الحل في سوريا».
وتابع «نعتقد أن التغيير في سوريا آت من دون شك، يجب أن يكون تغييرا محكوما، يحافظ على وحدة سوريا وعلى النسيج المتعدد لكل أطياف الشعب السوري»، موضحا «يجب أن يكون الحل ضمن إطار سوري - عربي، من دون أي تدخل عسكري لما ينتج من ذلك من أضرار».
السفير، ا ف ب، رويترز، ا ب، ا ش ا
إضافة تعليق جديد