بدء المفاوضات النووية في كازاخستان اليوم إيران والدول الست تتمسك بشروطها السابقة
تعود إيران ومجموعة الدول الست إلى طاولة المفاوضات النووية اليوم، لتتجدّد المحادثات في كازاخستان من حيث انقطعت في موسكو منتصف العام الماضي. سبقت هذه العودة رسائل كثيرة وجهها الطرفان، تراوحت بين الترهيب والترغيب، من دون أن يفصح أي منهما عن موقف مسبق من مصير المفاوضات. الجميع في هذه المرحلة مقتنع بضرورة المضيّ في الحلول الديبلوماسيّة، التي وإن لم تظهر نتائج ملموسة في المدى المنظور، إلا أنها تبعد الخيار العسكري الذي يتفاداه طرفا الحوار.
من هنا، تلتئم الطاولة مجدداً من دون وجود أسباب كثيرة تدعو للتفاؤل، بحسب المراقبين، في وقت ترافقها رسائل قد تفتح مجالاً لبعض التسويات.
من جهته، صرّح مسؤول أميركي أمس، بأن القوى الكبرى ستعرض على إيران تخفيف بعض العقوبات خلال المحادثات، التي تستمر ليومين، إذا وافقت طهران على كبح برنامجها النووي.
ومع ذلك، لمّح المسؤول إلى أن إيران قد تواجه المزيد من العقوبات إذا لم تعالج بواعث القلق الدولية بشأن أنشطتها النووية»، مردفاً بالقول «سيستمر تطبيق العقوبات. هناك مجالات أخرى يمكن من خلالها ممارسة ضغوط».
بدورها، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي تقود المحادثات مع إيران نيابة عن القوى الست، طهران لأن تدرك أن هناك «ضرورة ملحة لإحراز تقدم محدد وملموس» في كازاخستان.
ومجدداً، كان هناك تأكيد روسي ـ أميركي بأن «نافذة حل النزاع ديبلوماسيا ليست مفتوحة للأبد». فمن جهته، صرّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي في لندن قائلاً إن «نافذة الحل الديبلوماسي بحكم طبيعتها لا يمكن أن تظل مفتوحة للأبد. لكنها مفتوحة اليوم. إنها مفتوحة الآن». وأضاف «لا يزال هناك وقت لكنه لن يكون متاحاً، إلا إذا قررت إيران المجيء إلى الطاولة والتفاوض بنيّة صادقة... باحترام متبادل في مسعى لتجنب أي عواقب مروعة قد تعقب الفشل».
أما نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف فقال، في حديث لوكالة «إنترفاكس»، «لا يوجد مزيد من الوقت لنضيعه».
وبحسب مصدر مقرب من المفاوضين في مجموعة 5+1، ما زالت القوى الكبرى تشدّد على شروطها التي عرضتها في بغداد بداية العام 2012، وهي وقف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وإقفال موقع التخصيب في فوردو الكائن تحت الأرض قرب مدينة قم، وإرسال مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة والمنتج حتى الآن إلى الخارج.
هذه المطالب تحديداً هي ما تشكل أساس رفض إيران لأي إمكانية تسوية، فهي تصر على سلمية مشروعها النووي كما على إيجاد حل «يحترم الشعب الإيراني»، طالبة من خصومها كذلك الصدق في المفاوضات.
وبالأمس، وصل الوفد الإيراني المفاوض إلى كازاخستان، وعلى رأسه سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، الذي قال من هناك إن العالم يرتقب رداً بنّاءً ومنطقياً على المقترحات الإيرانية.
واعتبر جليلي، خلال لقائه وزير خارجية البلد المضيف يرلان أدريسوف، أن الأمن الإقليمي والسلام العالمي، رهن بالدور الخلّاق والفاعل لدول المنطقة في مواجهة التهديدات المشتركة بصورة منسقة ومنع تدخل القوى الأجنبية في التدابير الأمنية للمنطقة.
وأكد جليلي وجود التناقض في ما تدعيه بعض القوى في مجال سعيها لضمان الأمن الإقليمي من جهة، وإجراءاتها باستخدام أدوات الضغط والحظر لفرض التوجهات غير المنطقية من جهة أخرى.
وفيما أشار إلى وجهات النظر المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكازاخستان في رفضهما للأسلحة النووية ومكافحة انتشارها، أكد جليلي أن التعاون الأمني الشامل بين دول المنطقة سوف لن يبقي أي مكان لتواجد ونفوذ القوى الأجنبية فيها.
بدوره أشار وزير خارجية كازاخستان إلى إمكانيات ايران المتاحة بالمنطقة، مؤكدا أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية تعترف بدور إيران المهم في ترسيخ السلام والأمن في المنطقة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد