أدلّة تعذيب تدين الجيش البريطاني

عرضت لجنة التحقيق المكلفة بإجراء تحقيق علني في ادعاءات بأن جنوداً بريطانيين قتلوا وشوّهوا وعذّبوا محتجزين عراقيين بعد معركة في جنوب العراق، صوراً مروعة لجثث مخضبة بالدماء أمس في لندن. واستمعت لجنة التحقيق برئاسة القاضي السابق في المحكمة العليا بلندن، ثاين فوربس، في اليوم الاول من الجلسات، إلى ملخص لتقارير الوفيات لأكثر من 20 شخصاً سلمت جثثهم لمواطنين محليين قرب بوابات معسكر أبو ناجي في 15 أيار 2004. وطبقاً لما جاء في تقارير الوفيات، فإن علامات التعذيب ظهرت على ثلاث جثث، وشمل ذلك اختفاء العيون والاعضاء التناسلية وتكسير العظام.
وعرضت لجنة التحقيق، التي تحمل اسم «السويدي» (باسم حميد السويدي وهو أحد الأشخاص الذين قيل إنهم قتلوا في المعسكر)، صوراً توضيحية لجثث مخضبة بالدماء. وظهر في إحدى الصور رجل يضع ساعة معدنية حول معصمه وقد فقدت يده. وكانت جثث العديد من هؤلاء القتلى مشوهة بشكل شبه تام.
وفيما لا يوجد تأكيد بشأن العدد الصحيح للقتلى أو هوياتهم وما إذا كانوا قتلوا خلال المعركة عند داني بوي أو أثناء احتجازهم في معسكر أبو ناجي، أوضحت لجنة التحقيق التي من المتوقع أن تنشر تقريرها بحلول نهاية 2014 أنها تهدف إلى تحديد الملابسات المحيطة بمقتل 28 شخصاً.
ومن المتوقع أن تستمر جلسات سماع أقوال الشهود نحو عام. وسيقدم 60 شاهداً عراقياً أدلة على مدار عدة أشهر سواء في لندن أو عبر اتصال بالفيديو من السفارة البريطانية في بيروت، يقوم بعدها نحو 200 من الجنود البريطانيين بالإدلاء بشهاداتهم على مدى عدة أشهر أخرى.
وكانت الحكومة البريطانية أمرت في عام 2009 بإجراء التحقيق لكشف خبايا الأحداث التي أعقبت معركة داني بوي التي وقعت في 14 أيار 2004 ودار جدال حولها، وأصدرت الحكومة قرارها بناءً على شكوى تقدم بها خمسة عراقيين أمام المحكمة العليا بتهمة انتهاك حقوق الانسان. وبدأت لجنة التحقيق، وهي الثانية بعد اللجنة المكلفة بالتحقيق في وفاة موظف استقبال يدعى بهاء موسى في 2003، بعد جلسات شفهية بعد ثلاثة أعوام من العمل الاستخباري الموسع.
وبلغت تكلفة التحقيق لمرحلة ما قبل الجلسات 22.5 مليون دولار، ومن المرجح أن يسبب حرجاً للجيش ويثير اهتمام الرأي العام.
كذلك يواجه الجنود البريطانيون أيضاً تهمة بتعذيب سجناء في معسكر أبو ناجي وفي سجن آخر بين أيار وأيلول من العام نفسه.

المصدر: وكالات