الجعفري: الجامعة العربية أصبحت مفرقة خليجية يسيطر عليها البترودولار والأصولية الإسلاموية
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الأزمات التي ظهرت في العالم العربي تسببت بانهيار الخطوط الدفاعية التي بنيت عليها الأمة العربية والإسلامية على مدى عقود وقرون بحيث باتت تحتاج إلى إصلاح الفكر الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقال الجعفري في حديث لقناة الميادين الليلة الماضية: إن العرب منقسمون داخل المنظمة الدولية كما هو حال دولهم والكثير من السفراء العرب يعتذرون عند الحديث معهم بشكل ثنائي عن سياسات بلادهم وحكوماتهم ويقولون إن ما يجري بحق سورية خطأ جسيم وعيب كبير مما يسمى بالجامعة العربية وبعض العواصم المنخرطة مباشرة في التآمر على الدولة السورية وشعبها بشكل خاص وعلى مستقبل العرب بشكل عام.
ولفت الجعفري إلى أن الأطراف الغربية والعربية تشعر بإحباط شديد جراء فشل مساعيها الشيطانية المتنوعة التي اتخذت أشكالا عدة منذ بداية الأزمة بهدف تحطيم الإرادة السورية وتشويه الدبلوماسية السورية وإضعاف الارادة السياسية وإظهار سورية بمظهر العاجز عن الرد على تلك الأزمة.
وأوضح الجعفري أن محاولات التدخل جاءت عبر بوابات عدة منها مسائل المهجرين والمساعدات الإنسانية والممرات الآمنة ومناطق الحظر الجوي ومؤتمرات ما يسمى بـ "أصدقاء سورية" وتشكيل هيئات ومجالس تمثيلية في الخارج وانعقاد 18 مؤتمرا وزاريا عربيا كرست كلها للحديث عن الأزمة في سورية وتقويض الموقف السوري وإظهاره بمظهر العاجز عن التحرك ورد الفعل وبالتالي انهيار مكانة وصمود وقوة الحجة السورية التي تقول بأن هناك أزمة داخلية ومطالب محقة ولكن هناك أيضا جوانب أخرى هي التدخل الخارجي والإرهاب بكل أشكاله واستدعاء التدخل العسكري من قبل الجامعة العربية ضد سورية العضو الموءسس بما يخالف أحكام ميثاق الجامعة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والتزامات الدول العربية.
وأكد الجعفري أن محطات التآمر في مجلس الأمن فشلت بسبب قوة الحجة السورية وموقف الأصدقاء ومتانة التلاحم بين صفوف الشعب السوري والتوجه السياسي لدى القيادة واتضاح صورة ما يجري في سورية وأبعاده الإقليمية والدولية.
ولفت الجعفري إلى أن دور الرئاسة في مجلس الأمن مهم جدا في توجيه طريقة وآليات ونتائج التعامل مع أي أزمة من الأزمات ورئاسة روسية الحالية له لعبت دورا إيجابيا في استصدار بيان صحفي يدين عملية اغتيال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ويعتبره عملا إرهابيا.
وقال الجعفري إن مجلس الأمن حاول سابقا إصدار سبعة بيانات صحفية تدين الأعمال الارهابية التي حدثت في سورية ولكن مشاريع البيانات الصحفية أحبطت من قبل الدول الغربية الاعضاء في المجلس.
وأوضح الجعفري أن سورية وجهت منذ بداية الأزمة إلى الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن 391 رسالة من بينها 154 رسالة تتعلق بمكافحة الارهاب و بإبلاغ أعضاء المجلس بالأعمال الإرهابية التي تجري في سورية إضافة إلى عشرات الرسائل التي تثبت بالاسم وتاريخ الميلاد والجنسية والمكان الذي قتل فيه مئات الارهابيين الاجانب سواء من "جبهة النصرة" أو غيرها على الأرض السورية بعدما قدموا إليها عبر حدود الدول المجاورة وخاصة تركيا.
وأكد الجعفري أن الدول الغربية تقوم بتوزيع أدوار فيما بينها داخل مجلس الأمن بشكل ينسجم مع سياساتها الداعمة للحراك الإرهابي المسلح داخل سورية.
وأشار الجعفري إلى أن الرأي العام يدرك أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض الفيتو ثلاث مرات ولكنه لا يعرف أن هذه الدول الصديقة ذاتها قدمت مشاريع قرارات عدة اصطدمت بالاعتراض الغربي عليها وبالتالي لم تصدر ويمكن الحديث هنا عن استخدم الدول الغربية الفيتو خمس مرات بشكل غير معلن في أروقة مجلس الأمن وبشكل غير رسمي على مشاريع قرارات أعدتها وفود صديقة من أجل المساعدة على حل الأزمة في سورية سياسيا وفق أحكام الميثاق وبعيدا عن مبدأ التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية والعراقية وبعيدا عن استهلاك أحكام الميثاق ومبادئء القانون الدولي.
وأوضح الجعفري أن الجامعة العربية أصبحت مفرقة خليجية يسيطر عليها البترودولار والأصولية الإسلاموية والوهابية التكفيرية الجهادية وهي حاولت استعداء مجلس الأمن على سورية وأخفت تقرير بعثة المراقبين العرب عنه وعندما فشلت انتقلت إلى دعم الإرهاب وتسليح المجموعات الإرهابية في سورية والتحالف مع الحكومة التركية من أجل فتح حدودها أمام جميع الإرهابيين.
ولفت الجعفري إلى أن الإرهاب المسلح الذي يستهدف الشعب السوري وبنيته التحتية يقوم بذلك بفعل الأموال الخليجية ودعم أجهزة الاستخبارات التركية والغربية ومشاركة بعض الأنظمة العربية التي يسيطر عليها المد الأصولي.
وأكد الجعفري أنه لا يمكن للمجموعات الإرهابية المسلحة أن تصنع السلاح الكيميائي إلا بإشراف من أجهزة استخبارات متقدمة علميا وتملك التكنولوجيا اللازمة لصنع أسلحة الدمار الشامل لافتا إلى أن الدول الغربية والعربية التابعة لها كانت أول من أثار هذا الملف بهدف التغطية على تسليح الإرهاب والبحث عن باب جديد للتدخل.
ولفت الجعفري إلى أن البعثة السورية في الأمم المتحدة تعاني من حصار يأخذ أشكالا عدة منها على سبيل المثال إغلاق حسابها المصرفي في نيويورك ومنع أي حساب لها في مدينة وول ستريت إضافة إلى إزعاجات ومحاولات تضييق يتم التعامل معها بشكل دبلوماسي مع الأجهزة المختصة سواء في الأمم المتحدة أو الأجهزة المختصة الأمريكية.
إضافة تعليق جديد