«مايكروسوفت» تتراجع أمام «آندرويد»
بفضل التوسّع الضخم في صناعة التطبيقات المرتكزة على تقنية «آندرويد»، حقّقت أجهزة اللوح من نوع «آندرويد تابلت» Android Tablet، وهو من صُنع شركة «غوغل» مُطلِقة نظام «آندرويد»، قفزات ضخمة في مبيعاتها في سوق أجهزة اللوح الذكيّة. وجاء في طليعة ضحايا هذا التقدّم الكبير، الذي عزّزته الأسعار المنخفضة لهذا النوع من الأجهزة، أجهزة اللوح التي تصنعها شركة مايكروسوفت، وهي عملاق صناعة نُظُم تشغيل الكومبيوتر، خصوصاً جهازها اللوحي «سيرفاس» Surface. وأبدى عدد من متابعي الشأن المعلوماتي أسفهم لوصول منتجات مايكروسوفت إلى هذه النقطة الضعيفة في المنافسة مع أجهزة «آندرويد»، إلى حدّ القول إن أفضل وصف يمكن أن تناله أجهزة مايكروسوفت هو أنها لن تذوي وتضمحل وتنقرض، بمعنى أنها تصارع من أجل البقاء!
مصير قاتم
أشارت مؤسسة «آي دي سي» المختصّة في البيانات الدولية عن أسواق المعلوماتية ومنتجاتها، إلى أنّ حجم شحنات جهاز «آندرويد» اللوحي فاق 30 مليوناً في بداية هذه السنة. وأضافت «آي دي سي» أنّه إذا أضيفت مبيعات جهاز «آي باد» الذي تصنعه شركة «آبل»، تتضاءل تماماً النسبة التي ينالها جهاز «سيرفاس» في سوق أجهزة اللوح. لذا، اكتفى محلّلو هذه المؤسسة بالإشارة إلى أن أجهزة اللوح التي تصنعها مايكروسوفت، ستستمر في الصراع على البقاء، وربما تحسّنت بياناتها على المدى الطويل.
وأوضحت المؤسّسة عينها أن اللغة المتحفّظة في توقّعاتها، ترجع إلى عوامل عدّة، بينها وجود هامش من الالتباس في أرقام المبيعات في أسواق أجهزة اللوح الذكي، ما يعني أن بعض الشركات ربما تبيع أقل من الأرقام التي تضعها في بياناتها.
كيف يمكن مقارنة ذلك بالبائعين الأساسيين الآخرين الذين دخلوا متأخّرين إلى سوق أجهزة اللوح الذكيّ؟ شحنت شركة «آمازون» قرابة 4.7 مليون جهاز لوح من نوع «كيندل فاير» Kindle Fire في مطلع العام الفائت، مع ملاحظة أن هذا الجهاز بِيْعَ بسعر 199 دولاراً عند إطلاقه في 2011.
كما باعت شركة «إيسوس» Asus التي تصنّع جهاز «نيكسوس 7» بالتعاون مع «غوغل» 3.1 مليون جهاز لوحي في الربع الأخير من 2012، وهو الربع الذي تلى إطلاق هذا الجهاز.
وبيّنت الشركة أيضاً أن هذا الربع عينه شهد بيع 8 ملايين جهاز لوح من الأنواع التي تصنعها شركة «سامسونغ»، وهي تستخدم تقنية «آندرويد». وثمة انطباع واسع بأنّ أجهزة اللوح المستندة إلى تقنية «آندرويد»، تترك بصمة قوية في السوق، بل إنها باتت تأكل حصة «آبل» التي صنعت أول جهاز لوح ذكي هو «آي باد».
كيف يمكن أن تتقدّم «مايكروسوفت» على «آندرويد»؟ ربما يساهم تخفيض الأسعار في تحقيق هذا الهدف. ووفق كلمات مؤسسة «آي دي سي»، يُظَنّ «أنّ مايكروسوفت وشركاءها في حاجة إلى التأقلم بسرعة مع وقائع السوق التي تتضمّن شاشات أصغر وأسعاراً منخفضة».
ماذا عن المدى الطويل؟ ربما يفضّل المستهلكون على المدى الطويل شراء أجهزة اللوح المتطوّرة المزوّدة بأنظمة تشغيل قويّة، ما يعطي فرصة لمايكروسوفت التي تتفوّق في صناعة نُظُم التشغيل. في المقابل، يعتقد بعضهم بأن بلوغ هذه المرحلة ربما يستغرق وقتاً طويلاً.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد