موسكو: «إس 300» لمنع التدخل في سوريا وإسرائيل تهدّد
نقلت صحيفة «يديعوت» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن روسيا ليس فقط لم تغير قرارها بشأن تزويد سوريا بصواريخ «إس 300»، وإنما تحث القيادة السياسية فيها الصناعات العسكرية على تسريع تنفيذ الصفقة وتزويد سوريا بالصواريخ في أسرع وقت ممكن. ويترافق هذا التقدير الإسرائيلي مع إعلان روسي صريح بأن بطاريات صواريخ «إس 300» هي في طريقها فعلاً إلى سوريا، وأن الغاية من ذلك هي منع أي تدخل عسكري أجنبي هناك.
وأشارت «يديعوت» إلى أن سوريا دفعت حتى الآن لروسيا معظم ثمن صفقة صواريخ «إس 300» بحدود 900 مليون دولار، والتي اتفقت على شرائها في العام 2010 بقيمة مليار دولار. وبحسب التقدير الإسرائيلي، فإن معظم هذه الأموال دفعت من العراق ورئيس حكومته نوري المالكي الذي يقدم الدعم لسوريا بالتنسيق مع إيران. وقالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد تعهد أثناء زيارته إلى إسرائيل في العام 2012 لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتأجيل شحن الصواريخ. وبالفعل جمّد الروس الصفقة، لكنهم قبل ثلاثة أشهر، وإزاء التهديدات الأميركية والأوروبية بالتدخل الجوي في سوريا، غيّر بوتين موقفه.
وبالإضافة إلى الصواريخ، فإن بوتين وافق على تزويد سوريا برادارات متقدمة لصواريخ أرض - بحر من طراز «ياخونت». ولم تفلح إسرائيل أيضاً قبل عامين في منع إبرام صفقة «ياخونت»، ولكنها اتفقت مع روسيا على عدم تزويد سوريا بمعدات تجعل إصابتها بالغة الدقة عبر توجيهها بالأقمار الصناعية والرادارات. ويسمح تزويد سوريا بمنظومة التوجيه هذه باستخدام صواريخ «ياخونت» لمدى يتراوح بين 200 و250 كيلومتراً.
وكانت روسيا للمرة الأولى، قد أعلنت يوم أمس على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريبكوف أن صفقة صواريخ «إس 300» سوف تنفذ بهدف ردع أي تدخل عسكري أجنبي غربي في سوريا. وأضاف أن هدف الصفقة هو كبح «ذوي الرؤوس الساخنة». وشدد ريبكوف على أن روسيا تحترم تعهداتها والصفقات التي عقدتها، وأن «دمشق شريك في العقد، ولا مجال لأن تستخدم هذا السلاح مجموعات مسلحة غير شرعية. لا مجال البتة للتراجع عن موقفنا هذا». وأكد ريبكوف أن الصواريخ «عنصر استقرار»، وأن العقد المبرم لشحن الصواريخ موقع منذ عدة سنوات، ويجب احترامه.
وفي هذه الأجواء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشي يعلون أن شحنات الصواريخ «إس 300» لسوريا لم تصل بعد. وأضاف أن هذه الصواريخ «تشكل خطراً، وأنا قادر على الشهادة أنه لم يتم تسريع الصفقة. فالشحنات لم تخرج بعد. ونأمل ألا تخرج وإذا خرجت فسنعرف كيف نتعامل معها».
وتجدر الإشارة إلى أن منظومة صواريخ «إس 300» ضد الطائرات مخصصة للطائرات على بعد يزيد عن مئة كيلومتر وللصواريخ بعيدة المدى. ولا تعلم إسرائيل أي طراز من هذه الصواريخ ستتسلمها سوريا، ولكن سبق لدمشق أن طلبت النوع المعروف في حلف الأطلسي باسم «سام 10». وقد احتجت إسرائيل مراراً أمام الروس بأن وجود مثل هذه الصواريخ بيد سوريا يحيد قدرات إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لأن هذه المنظومة مؤهلة لضرب الطائرات الإسرائيلية ليس فقط فوق لبنان وسوريا، وإنما أيضاً عندما تقلع من أي مطار في وسط وشمال فلسطين المحتلة.
ومن المعروف أن سوريا سبق وطلبت من روسيا تزويدها بهذه المنظومة منذ أكثر من عقد من الزمن، ولكن الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش الابن حثت موسكو على عدم إبرام الصفقة. وبالفعل تم الامتناع عن إبرامها في حينه. وقد أعيد توجيه الأنظار إلى الصفقة عندما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قبل أسابيع مقالة تفيد بأن إسرائيل قدمت لأميركا اثباتات بأن روسيا على وشك تزويد سوريا بالصواريخ بعدما دفعت الأخيرة معظم ثمنها. وأفادت الصحيفة بأن الصفقة تشمل 144 صاروخاً بمدى يصل إلى 200 كيلومتر، وست راجمات، وأن الدفعة الأولى ستصل في الأشهر القريبة على أن تنجز الصفقة تماماً قبل نهاية العام 2013.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد