أوكرانيا: تهدئة روسية ـ غربية متبادلة
سعت الديبلوماسيتان الأوروبية من جهة، والروسية من جهة أخرى، أمس، إلى تهدئة الأوضاع في أوكرانيا خوفاً من حدوث انهيار اقتصادي في البلاد، في وقت كانت فيه السلطات الأوكرانية نفسها، تؤجل عملية تشكيل الحكومة إلى الغد، وتدعو إلى محاكمة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وطلب البرلمان الأوكراني أمس، من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ملاحقة يانوكوفتيش، حيث جاء في قرار وافقت عليه غالبية كبيرة جداً في البرلمان «ندعو المحكمة الجنائية الدولية إلى تحديد المذنبين في هذه الجريمة ضد الإنسانية... وإطلاق ملاحقات بحق فيكتور يانوكوفتيش ومسؤولين كبار آخرين أصدروا ونفذوا أوامر إجرامية».
وأشار النص إلى «أن قوات الأمن استخدمت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة القوة ووسائل خاصة وأسلحة ضد المتظاهرين المسالمين بأمر من مسؤولين كبار في كييف وفي مدن أوكرانية أخرى»، موضحاً أن «أكثر من مئة مواطن أوكراني ومن دول أخرى قتلوا، وأكثر من ألفين جرحوا بينهم 500 في حالة خطيرة».
وفي الجلسة نفسها، أرجأ البرلمان الأوكراني التصويت على تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى يوم غد، للسماح بمواصلة المشاورات. وقال أوليكسندر تيرتشينوف، رئيس البرلمان والقائم بأعمال الرئيس، إنه «يجب أن يجري التصويت على حكومة الوحدة الوطنية يوم الخميس».
من جهة أخرى، وبالرغم من الرد الروسي الغاضب أمس الأول، من قبل رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف على التغيرات السياسية المتسارعة في أوكرانيا، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سعى أمس إلى تخفيف حدة الخطاب الروسي، قائلاً إنه يجب عدم إجبار أوكرانيا على الاختيار ما بين روسيا والغرب.
وقال لافروف، عقب محادثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسيلبورن، «لقد أكدنا موقفنا المبدئي بعدم التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية»، مضيفاً أن «ما يهمنا هو أن تكون أوكرانيا جزءاً من العائلة الأوروبية بكل معنى الكلمة... من الخطير إجبار أوكرانيا على الاختيار».
إلا أن لافروف أعلن معارضته إجراء انتخابات رئاسية أوكرانية مبكرة في 25 أيارالمقبل، معتبراً أنها تخالف بنود الاتفاق الذي وقع في كييف الأسبوع الماضي للخروج من الأزمة.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن هذا الاتفاق ينص على أنه لا يمكن أن تجري الانتخابات الرئاسية إلا بعد إجراء إصلاح دستوري قبل أيلول المقبل، معتبراً أنه «من المهم جداً، مهما حصل، التمسك بمبادئ الاتفاق، وعدم التخلي عنه».
وخلال زيارتها إلى كييف التي وصلتها أمس الأول، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، «نحن نقدم الدعم وليس التدخل في مستقبل أوكرانيا»، مؤكدة على «أهمية العلاقات القوية بين أوكرانيا وروسيا وأهمية الحفاظ على تلك العلاقات».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه «على الجميع القيام بمحاولة لمساعدة أوكرانيا على الخروج من أزمتها»، طالباً «ألا توضع روسيا في كفة والاتحاد الأوروبي في كفة أخرى».
وقال فابيوس، في حديث إلى «شبكة فرانس 2» الإخبارية الفرنسية، إنه «يتعين على جميع الشركاء بمن فيهم روسيا مساعدة أوكرانيا»، مشيراً إلى أن سحب روسيا دعمها لأوكرانيا سيكون «بالغ الخطورة».
وسئل وزير الخارجية الفرنسي عن الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي، فقال إن الاتحاد لا يمكن أن يتحرك «إلا إذا قدّم صندوق النقد الدولي مساعدة».
وأشار فابيوس إلى أنه «من الضروري الانكباب بسرعة كبيرة على معالجة الوضع الاقتصادي لأوكرانيا. يجب في البداية أن يقدم صندوق النقد الدولي مساعدة، وهذا يتطلب أيضا إصلاحات لن تكون سهلة».
وكان من المفترض أن يصل مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز إلى كييف أمس، في الوقت الذي أجرى فيه وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ محادثات في واشنطن مع نظيره الأميركي جون كيري ومسؤولي صندوق النقد الدولي، ومن المقرر أن يزور كييف قريباً أيضاً.
وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما لأوكرانيا، وقالتا إنه «يجب ألا ينظر إلى أوكرانيا على أنها ساحة حرب بين الشرق والغرب». وقال كيري إن «الأزمة في أوكرانيا ينبغي ألا تتسبب بمواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا».
بدوره، أعرب هيغ عن دعمه لوحدة الأراضي الأوكرانية.
وأعلن بطل الملاكمة السابق وأحد قادة المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو أمس، أنه سيكون مرشحاً للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 أيارالمقبل.
وقال كليتشكو أمام صحافيين في البرلمان «سأكون مرشحاً للانتخابات، أنا مقتنع بأنه يجب تغيير قواعد اللعبة بالكامل في أوكرانيا، يجب إعادة العدالة».
وكليتشكو (42 عاماً) بطل سابق للعالم في الوزن الثقيل من «المجلس العالمي للملاكمة»، وهو واحد من زعماء المعارضة الرئيسيين الذين قادوا الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع كييف في تشرين الثاني الماضي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد