الاحتلال التركي يواصل خرق الأجواء السورية
للمرة الثالثة على التوالي، قام الاحتلال التركي بخرق الأجواء السورية بطلعات جوية شرق الفرات، في رسالة تهديد لواشنطن مع اقتراب انتهاء «مهلة أيلول» التي حددها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للجانب الأميركي لإكمال تنفيذ اتفاق ما يسمى «المنطقة الآمنة» أو إطلاقه عدوانا جديداً ضد الميليشيات الكردية، في وقت اتهمت تقارير صحفية تركية أردوغان بالاستعراض والتناقض بما يخص أزمات المنطقة ومنها سورية.
وأمس، أعلنت وزارة دفاع النظام التركي، في بيان نشرته على «تويتر»، بحسب وكالة «الأناضول»، أن «مقاتلتين من طراز إف– 16 تابعتين للقوات المسلحة الجوية، حلقتا اليوم (الأربعاء) فوق أجواء شرق الفرات السورية بين الساعتين 10:00 و12:00 بتوقيت تركيا (07:00 و09:00 بتوقيت غرينتش)، في إطار جهود عملية العزم الصلب».
وحسب الوزارة، حلقت مقاتلات تركية من طراز إف-16 فوق الأجواء السورية، الإثنين والثلاثاء الماضيين أيضاً، زاعمة أن تلك الاختراقات للأجواء السورية، جاءت «في إطار عملية العزم الصلب» التي يزعم «التحالف الدولي» أنه يقودها ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق.
وجدير ذكره، أن الاحتلالين الأميركي والتركي نفذا أول من أمس الدورة البرية المشتركة الثانية في منطقة شرق الفرات، وأتت بعد أن نفذا الأولى في 8 أيلول الجاري، في إطار مؤامرتهما المسماة إقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة.
على صعيد متصل، نقل موقع «سكاي نيوز عربي» عن موقع «أحوال» الإلكتروني التركي: إن أردوغان عاد إلى خطاب «الإثارة» وهو يتحدث عن جملة قضايا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن «السلطان» لم يسلم من الانتقاد والسخرية، بالنظر إلى سجله الحقوقي الذي يوصف بالقاتم.
وكتب موقع «أحوال»: أن أردوغان اختار «الاستعراضات» و«الشعارات» وهو يبدي مواقفه، من دون أن ينتبه إلى ما يقع فيه من تناقض صريح، ففي الوقت الذي يقدم فيه أردوغان «مواعظ» حقوق الإنسان، تتعالى إدانة المنظمات الدولية، لما يقوم به نظامه بحق المعارضين والصحفيين والأكاديميين.
ووفق الموقع التركي، ردت الخارجية المصرية، بأرقام دقيقة على مزاعم أردوغان، فأشارت إلى وجود ما يقارب 75 ألف معتقل سياسي في تركيا، فضلاً عن آلاف المطرودين، ومئات الصحفيين والأكاديميين والناشطين الذين جرى الزج بهم في السجن، لأنهم تجرؤوا وأبدوا آراء لا تسبح في فلك السلطة.
أما الأزمة السورية التي نالت نصيبا مهما من كلمة أردوغان، فلم تسلم بدورها من «مغالطات أردوغان»، حسب متابعين، لأن أنقرة كانت طرفاً في تأجيج الأوضاع بالبلد من خلال تسهيل عبور الإرهابيين، وفق «أحوال».
وحسب الموقع، فإنه على حين سعى أردوغان إلى تذكير المجتمع الدولي، بالعبء، الذي يقع على كاهل بلاده من جراء اللاجئين، أغفل، حسب متابعين، أن أنقرة استفادت من الأزمة الإنسانية حتى تحصل على مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: أما حين يتراجع الدعم المالي من أوروبا، فيلوح أردوغان بفتح الأبواب أمام المهاجرين، في مسعى إلى الضغط على الدول الغربية، وفي الوقت الحالي، يريد نقل المهجرين السوريين إلى ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة.وذكر الموقع التركي، أن أردوغان وكعادته قدم نفسه بمنزلة القائد الحريص على حقوق الشعب الفلسطيني، بينما تقيم بلاده علاقات دبلوماسية وتجارية قوية مع كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، لكن أردوغان لا يتورع عن ممارسة «اللعب على الحبلين» كما يقول منتقدوه.
وهكذا، فإن أردوغان ينتقد ما يعتبرها «هرولة» من بعض الدول إلى التطبيع من دون أن ينتبه إلى الروابط الوثيقة بين أنقرة وكيان الاحتلال، لكن «الورقة الفلسطينية» مفيدة جداً في أدبيات ما يعرف بـ«الإسلام السياسي» و«تيارات الإخوان»، التي تصور نفسها بمنزلة «صوت للأمة»، على حين تنتقد الدول الوطنية بذريعة أنها تخذل حقوق الفلسطينيين، وهو قول مناف للواقع، وفق «أحوال».
وأشار الموقع، إلى أن أردوغان حاول أن يتحدث عن قضية الإرهاب في الأمم المتحدة، على حين كشفت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، مؤخراً، أن تركيا أصبحت في عهد أردوغان ولاية قضائية للأنظمة المارقة وملاذاً لقوى الشر والجماعات الإرهابية الإقليمية وغسيل الأموال، مشيرة إلى أن الأدلة ضد تركيا بدعم الإرهاب أصبحت تتزايد باستمرار، آخرها قيام وزارة الخزانة الأميركية قبل أسبوعين بفرض عقوبات على 11 كياناً وأفراداً مرتبطين بالنظام التركي لدعمهم جماعات إرهابية.
الوطن -وكالات
إضافة تعليق جديد