بسبب عرقلة وفد المعارضة.. اليوم الأول من جولة «الدستورية المصغرة» الثانية بلا جلسات عمل
أكد عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن الوفد الوطني، جمال القادري، أن الوفد استمر بالوجود في مقر الأمم المتحدة في جنيف أمس حتى نهاية الوقت المقرر لجلسات عمل اللجنة، موضحاً أن الوفد غادر عندما لم يتلق رداً حول برنامج العمل المقترح من طرفه، مؤكداً أن الوفد سيذهب اليوم لمتابعة العمل.
وكان من المقرر أن تبدأ اللجنة الدستورية المصغرة أمس اجتماعاتها في جنيف بمشاركة الوفد الوطني، وذلك في إطار الجولة الثانية، إلا أنها لم تعقد أي جلسة عمل، بسبب إصرار الوفد المعين من تركيا على العرقلة.
ومن جنيف، أوضح القادري أن الوفد الوطني عقد بعد وصوله مباشرة إلى جنيف اجتماعاً تنسيقياً، وتم تبادل وجهات النظر حول جدول الأعمال الذي يمكن اقتراحه لأعمال الدورة الثانية للجنة الدستورية المصغرة.
وقال: «تم التوافق على أن يرتكز جدول الأعمال على مناقشة المرتكزات والمبادئ الوطنية التي يمكن أن تشكل أرضية لمجمل أعضاء اللجنة حال الاتفاق عليها لاستمرار عملها».
وأضاف: «تم التوافق على جملة من القضايا التي تشكل هذه المرتكزات والتي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان وتم تقديم جدول الأعمال لـ(المبعوث الأممي إلى سورية غير) بيدرسون».
وأوضح القادري، أنه «لم نتلق رداً حول هذه القضية لأن هناك جدول أعمال مختلفاً كلياً من الطرف الآخر يسعى مباشرة لوضع العربة أمام الحصان ويستعجل في قضايا ينبغي الاتفاق على عشرات التفاصيل قبل الوصول إليها»، مؤكداً أن الوفد الوطني استمر بالوجود في مقر الأمم المتحدة حتى نهاية الوقت المقرر للجلسات، مضيفاً: و«عندما لم نتلق الرد غادرنا إلى مقر إقامتنا».
وحول تفسير الوفد الوطني لرفض الوفد المعين من تركيا للثوابت الوطنية، قال القادري: «هذه الثوابت لا يمكن أن يختلف عليها أي سوري، ولذلك لا يمكن تفسير رفض الطرف الآخر لها إلا بأن له أجندات يحاول الوصول إليها بسرعة من دون تهيئة المناخ لذلك».
وفيما إذا كان الوفد الوطني سيذهب غداً إلى مقر الأمم المتحدة لمتابعة أعماله، قال القادري: «بالتأكيد سنذهب، وسنتابع البحث وعندما يتضح لنا أن هناك إصراراً على عدم الرد على مقترحنا فسيبنى على الشيء مقتضاه ويكون قرارنا جماعياً فيما يتعلق بالخطوة التالية».
وشدد القادري على أن الوفد الوطني «لن يقبل البحث بأي أجندات جاهزة»، وقال: «هذه اللجنة كما تم التوافق عليه في بداية عملها هي لجنة سورية بقيادة وملكية سورية»، وأضاف: «قدمنا إلى جنيف ونحمل بين أعيننا تطلعات أبناء شعبنا الذي صمد في وجه الحرب لأكثر من تسع سنوات والمكتسبات الكبيرة التي حصل عليها بصموده والتي تمثلت اليوم بقرب تحقيق الانتصار وإجبار الإرهابيين وكل الدول الداعمة لهم على الانسحاب من معظم الأراضي السورية».
وتابع: «نضع بين أعيننا قبل مناقشة أي شيء التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب السوري من دماء أبنائه، ونضع ماثلاً أمامنا دائماً التضحيات البطولية التي قدمها الجيش العربي السوري، وبالتالي لسنا مستعدين إلا لأن نجسد طموحات الشعب العربي السوري الذي ضحى وصمد وصبر وناضل في سبيل الحفاظ على سورية واحدة موحدة».
وشدد القادري على أن الوفد الوطني لن يسمح لأحد بالضغط عليه لقبول أي أجندة لا تتسم وطموحات وتطلعات الشعب السوري أياً كان مصدرها.وأضاف: «إذا كان البعض غرق في مستنقع الاستجابة لأجندات المشغلين أو الدول المتدخلة في الأزمة السورية فهذا الأمر لا يعنينا لا من قريب أو بعيد فنحن ندرك أين مصلحتنا الوطنية وسنتصرف وفق ما تقتضيه».
وأوضح القادري أن «ردنا على الأجندات الجاهزة يكون بالإصرار على مناقشة جدول الأعمال المقدم من قبلنا والمتعلق بالتوافق أولاً على المرتكزات والمبادئ الوطنية حتى نثبت سوريتنا جميعاً وأحقيتنا في هذه الصفة».
وأضاف: «نحن مصرون على مناقشة هذه المسألة وتوصيفها والعمل بمقتضاها وليس فقط طرح الكلام الجزافي وإنما يجب أن تكون هناك آليات للعمل بمقتضى هذه المبادئ الوطنية وما تقتضيه هذه المبادئ من تصرفات على الأرض».
وفيما إذا كان هناك أي تدخل من قبل المبعوث الأممي وفريقه في عمل اللجنة، قال القادري: «حتى الآن ليس هناك تدخل واضح من قبل بيدرسون أو فريقه في عمل اللجنة».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره النيبالي براديب كومار جياوالي في موسكو، وفق وكالة «سانا» ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وفق القرار الأممي 2254 الذي يؤكد أن السوريين وحدهم يقررون مستقبل بلدهم.
وشدد لافروف على رفض أي محاولات للتدخل في عمل اللجنة الدستورية، مبيناً أن بعض الدول حاولت لمدة تسعة أشهر عرقلة جهود الأمم المتحدة لإطلاق عمل اللجنة وأن التهديدات بإفشالها لا تزال موجودة.
كما حذر لافروف مكتب المبعوث الأممي، وفق موقع قناة «روسيا اليوم»، من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية، مشدداً على ضرورة تحقيق التوازن الجغرافي في كادر موظفي هذا المكتب.
مازن جبور
إضافة تعليق جديد