قبل أن تنتهي المسرحية

16-03-2024

قبل أن تنتهي المسرحية

عاريا جئت وعاريا تذهب، وفيما بين العريين تشكل بصمتك وتستحق اسمك أو لا... أجلس متأملا حياتي الماضية فأرى أنها أشبه بمسرحية تفاعلية يمكنك أن تشارك فيها بدور محدود ضمن الخط الذي شكله المخرج فتكون جزءا من الفرجة أو تبقى متفرجا وحيدا في مقعدك، فالزمن لعبة ونحن أدواته في تجديد مسرحيات الحياة التي تشكل تاريخنا البشري ..

ففي كل يوم أعزي بممثلين مروا على المسرح السوري، أشرارا وطيبين، أذكياء ومحدودين، فأحزن ولا أحزن، وأعرف أن دوري قادم للخروج من هذا المسرح الكبير وأضوائه إلى البيت الذي يرقد فيه جميع من غادرونا .. وأما مسألة ماذا بعد الخروج من المسرحية فلا أحد ممن غادرها أرسل لنا يخبرنا عن وضعه، المؤمنين منهم والكافرين أواللامبالين. وبالطبع أنا أعرف حكايات المتدينين واللادينيين، الأحياء منهم دون الأموات، وأحب أن أكون مؤمناٍ ولكني لا أرغب بجنة فيها الكثير من الطعام والشراب والنساء المهدورين في رمال الرغبة بلا معنى.. أريد جنة تشبه موطني الأول فيها مكتبة عامرة وامرأة واحدة أحبها وصحنا واحدا من الطعام وكأسا واحدة من الشراب البهيج، وأريد أن تكون معي أسرتي وأصدقائي وأساتذتي وخصومي لكي يكتمل الحب والسرور والتحدي، إذ لن أطيق أن يصيبني الخير دون من أشاركهم هذا الوقت المقدس الذي يشكل عمري وكل ثروتي ..

(لمناسبة تعزيتي بصديق فرقتنا الحياة وأطماع العائلة الكبيرة عن بعضنا لثلاثين عاما)

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...