ما تفسير صمت واشنطن وطهران حيال التطبيع التركي مع دمشق؟

17-07-2024

ما تفسير صمت واشنطن وطهران حيال التطبيع التركي مع دمشق؟

لم تعلّق الولايات المتحدة على التطورات والتصريحات المتتالية بشأن التطبيع بين تركيا ودمشق.

وفي تفسير موقف واشنطن، قال قتيبة إدلبي، مدير البرنامج السوري في “المجلس الأطلنطي” (مؤسسة بحثية أمريكية)، إن البيت الأبيض لم يغير موقفه بشأن التطبيع مع دمشق.

واشنطن تقول إنها لا تشجع ولا تعارض قيام بعض الدول بتطبيع علاقاتها مع الرئيس بشار الأسد.

وأوضح إدلبي  أن واشنطن تتبنى موقفاً متباعداً عن الملف السوري، لكنها تحتفظ بنفوذها العسكري هناك.

وحول احتمال تأثر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتطبيع التركي مع دمشق، خصوصاً أن أحد أهداف أنقرة الرئيسية هو مكافحة التنظيمات الكردية التي تصنفها “إرهابية”، قال إدلبي إن واشنطن شجعت “قسد” على محاولة إيجاد حل مع تركيا، لكن ذلك يبدو مستحيلاً بسبب سيطرة “العمال الكردستاني” على قرارات “قسد”.

وأضاف أن واشنطن طلبت من “قسد” الحوار مع الحكومة السورية، مما يشير إلى أن “واشنطن لا تعارض أي انفتاح لقسد على جميع الأطراف المختلفة”.

ومن الواضح أن واشنطن أعطت الدول الراغبة في التطبيع مع الرئيس السوري موافقة ضمنية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عدم تمرير مشروع قانون “مناهضة التطبيع مع الأسد” ضمن حزمة القوانين التي أقرها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ومع ذلك، هناك أصوات أمريكية تعارض التطبيع مع دمشق، مثل السيناتور الجمهوري جو ويلسون، الذي انتقد نية تركيا تطبيع علاقاتها مع الرئيس السوري.

ويرجع البعض سبب عدم صدور مواقف واضحة من واشنطن بشأن التطبيع التركي مع الأسد إلى انشغالها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

أما فيما يتعلق بإيران، فقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة وإيران لدعم مسار التطبيع مع الرئيس السوري لإنهاء “المعاناة في سوريا”، قائلاً إن “على واشنطن وطهران أن تكونا سعيدتين بالتقارب المرتقب بين بلاده ودمشق”.

ويفسر ذلك بحالة “عدم ارتياح” إيرانية من الاندفاعة التركية نحو التطبيع مع سوريا، وهي حالة تُفسَّر بـ”برود” ردود دمشق على تصريحات أردوغان بشأن التطبيع والاجتماع مع الأسد.

ويرى الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي أن القيادة السورية، من خلال اشتراطها سحب القوات التركية من الشمال السوري قبل التطبيع، تُظهر تأثير إيران على قرار مسار التطبيع.

وأوضح النعيمي أن إيران لم تحسم موقفها بعد بشأن التطبيع التركي مع دمشق.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن استعداده للقاء أردوغان “إذا كان في ذلك مصلحة للبلاد”، معتبراً أن “المشكلة ليست في اللقاء بحد ذاته بل في مضمونه”.

وأعادت وزارة الخارجية السورية مؤخراً مطالبتها بانسحاب القوات التركية من سوريا قبل إجراء أي لقاءات مع الأتراك.

أما المعارضة السورية، فهي في مأزق كبير جراء التطبيع بين تركيا ودمشق، خاصة وأن أنقرة تعد من الداعمين القلائل للمعارضة.

ولم تسجل المعارضة السورية أي مواقف واضحة، واقتصرت ردودها على بيان من الائتلاف السوري بعد إغلاق مقره في أعزاز من قبل جموع غاضبة، دعا فيه إلى “التحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الإشاعات والأخبار المزيفة”.

وأكد الائتلاف أن “قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو الحل الوحيد القادر على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتحقيق السلام المستدام”.

من جانبه، قال الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان إن المعارضة السورية على تواصل مع المسؤولين الأتراك ومراكز الدراسات التركية، ما يعني أنهم على اطلاع كامل على دوافع أنقرة للتطبيع، وكذلك على الفرص الضئيلة لنجاح هذا المسار.

وأضاف أن السياسيين والمسؤولين في المعارضة لا يريدون أن يتعارض موقفهم العلني مع التوجه الإعلامي التركي أو الهدف الذي تريده تركيا من “المناورات” التفاوضية.

وفي تعليقه على تصريحات أردوغان، قال الرئيس السوري بشار الأسد من أحد المراكز الانتخابية في دمشق إن “عندما نتحدث عن بلد، فيجب أن تكون العلاقات طبيعية.

وإذا أردنا أن نصل إلى ذلك، وهذا ما نسعى إليه في سوريا، بغض النظر عما حصل، هل يمكن أن يكون الاحتلال جزءاً من هذه العلاقات الطبيعية بين الدول أو دعم الإرهاب جزءاً منها.. هذا مستحيل”.

عربي21
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...