هل ينفجر الشرق الأوسط وما مصير الاقتصاد
الشرق الأوسط يعيش حالة من الترقب الحذر بانتظار رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، ورد حزب الله في لبنان على اغتيال فؤاد شكر، القيادي الثاني في الحزب، في الضاحية الجنوبية ببيروت.
في إيران، تعالت الدعوات لرد عسكري حاسم على إسرائيل من قبل قطاعات واسعة من المجتمع والقيادة الإيرانية.
تشير تقارير غربية إلى أن المرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي، قد أمر بشن هجوم مباشر على إسرائيل، مع توجيه القوات الإيرانية لإعداد خطط دفاعية وهجومية تحسباً لتوسع النزاع.
ويستند هذا القرار إلى واجب “الثأر لدماء الشهيد هنية الذي اغتيل على أرض إيران”، بحسب تصريحات المرشد.
الإعلام الأمريكي يتوقع أن إيران تخطط لهجوم منسق باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة على مدن مثل حيفا وتل أبيب، بالتعاون مع فصائل المقاومة الأخرى، بهدف نقل الصراع إلى قلب إسرائيل.
حزب الله، من جانبه، أكد أن المواجهة مع إسرائيل قد دخلت مرحلة “المعركة الكبرى”، حيث صرح الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أن الرد على اغتيال فؤاد شكر ومجازر غزة سيكون حتمياً ومدروساً، مؤكداً أن “على العدو أن ينتظر ردنا الذي لا مفر منه”.
وأضاف أن المنطقة تشهد معركة كبرى لها تداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل، مشدداً على أن استسلام حماس أو لبنان ليس وارداً.
في المقابل، تتعامل إسرائيل بجدية غير مسبوقة مع التهديدات، حيث اتخذت تدابير أمنية استثنائية ورفعت حالة التأهب القصوى.
جيش الاحتلال الإسرائيلي ألغى إجازات الجنود في الوحدات القتالية ووضع منظومات الدفاع الجوي في حالة تأهب تحسباً لأي هجوم محتمل من مختلف الجهات. كما تم تشديد الحراسة الأمنية على رئيس الوزراء ووزراء الحكومة.
تقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى أن إسرائيل قد تواجه حرباً متعددة الجبهات قد تدفع المنطقة نحو حرب إقليمية واسعة.
ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي آموس هرئيل أن إسرائيل تواجه خطر تصعيد كبير قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع، حيث تأمل تل أبيب في احتواء الموقف ومنع تحول الصراع إلى حرب شاملة، خاصة مع انشغالها بجبهة غزة.
في الوقت نفسه، هناك من يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يكون مستعداً للتضحية بالاستقرار الإقليمي من أجل الحفاظ على مستقبله السياسي، وهو ما أشارت إليه تقارير حول كواليس زيارته الأخيرة لواشنطن.
تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الشرق الأوسط: هل نحن على أعتاب حرب شاملة؟ كيف سيكون رد الفعل الغربي إذا شنت فصائل المقاومة عملية كبيرة ضد إسرائيل؟ وما هو مصير الاقتصاد في حال توسع الصراع في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار الاقتصادي بسبب جائحة كورونا والحروب في أوكرانيا وغزة؟
من الواضح أن تداعيات أي صراع موسع ستكون كارثية، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضاً على المستوى الاقتصادي، حيث يمكن أن يتدهور الوضع بسرعة أكبر مما يمكن لأي من القوى العظمى السيطرة عليه، خاصة في ظل إدارة غير متماسكة في البيت الأبيض وتل أبيب.
المشهد اونلاين
إضافة تعليق جديد