رسائل إيرانية لترامب.. ماذا وراء الإعلان عن “فاتح 110” مع صورة خامنئي؟
في حديث خاص استعرض مصدر عسكري دلالات إطلاق حزب الله لصاروخ “فاتح 110″، معتبراً أن هذه العملية تمثل تطوراً مهماً في سياق الصراع القائم بين إسرائيل من جهة، وإيران حزب الله من جهة أخرى.
وقد أعلن حزب الله في وقت سابق عن إطلاق صاروخ من طراز “فاتح 110” إيراني الصنع على قاعدة “تسرفين” في تل أبيب، بالقرب من مطار بن غوريون.
وقد أظهرت مقاطع الفيديو التي تم نشرها إصابة الصاروخ للهدف بدقة، مما يعكس أن الصاروخ وصل إلى هدفه على مسافة تقدر بحوالي 130 كيلومترًا من الأراضي اللبنانية، وهو ما يُعد إنجازًا لافتًا.
رسائل استراتيجية وراء إطلاق الصاروخ
وفقًا للمصدر العسكري، فإن أهمية هذه العملية لا تتعلق فقط بقوة الصاروخ التدميرية، بل أيضًا بالرسائل الاستراتيجية التي تضمنتها العملية. أول هذه الرسائل، حسب المصدر، هو الإعلان الواضح من حزب الله عن اسم الصاروخ “فاتح 110″، وهو صاروخ إيراني الصنع، دون اللجوء إلى استخدام أسماء مستعارة كما كان يحدث في السابق، مثل “فادي 1” أو “فادي 2″، أو الادعاء بأنه من صنع حزب الله نفسه.
أشار المصدر أيضًا إلى ظهور صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في مقطع الفيديو الذي وثق إطلاق الصاروخ، وهو ما يُعتبر حدثًا نادرًا، وربما هو الأول من نوعه في مقاطع عمليات حزب الله. ويعتقد المصدر أن هذه الإشارة لخامنئي تم تضمينها عمدًا في هذا السياق، لتوجيه رسائل إلى أطراف عدة، خصوصًا الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب، وكذلك إسرائيل.
توقيت الإعلان ورسائله المباشرة
لفت المصدر إلى أن الإعلان عن إطلاق الصاروخ جاء في توقيت مهم، حيث تزامن مع إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهذا التوقيت، وفقًا للمصدر، لم يكن عشوائيًا، بل كان يحمل رسائل سياسية واضحة، وخاصة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، حول الدور المتنامي لإيران في الصراع. وتكمن الرسالة في أن إيران تُظهر نفسها بوضوح كقائد للمعركة في لبنان ضد إسرائيل، مستخدمةً الأسلحة الإيرانية مباشرةً
تحول في استراتيجية إيران
فيما يتعلق بتوجهات إيران المستقبلية، أشار المصدر إلى أن خطوة إرسال صواريخ “فاتح 110” قد تشير إلى تحول استراتيجي في كيفية مواجهة إسرائيل.
فمن خلال إعلان استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات ضد إسرائيل انطلاقًا من لبنان، يبدو أن إيران تحاول تجنب أي استهداف مباشر على أراضيها، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة بدلاً من ذلك، تعتزم إيران نقل العمليات العسكرية ضد إسرائيل عبر ميليشياتها وأذرعها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله.
التحركات الإيرانية في العراق
وتابع المصدر أن إيران، في إطار تحركاتها في المنطقة، قامت أيضًا بنقل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تابعة للحرس الثوري الإيراني إلى الميليشيات الموالية لها في العراق.
وهناك تقارير تشير إلى أن إيران تخطط لشن هجوم ضد إسرائيل انطلاقًا من الأراضي العراقية، وهو ما يتقاطع مع تقارير أمريكية تؤكد أن الولايات المتحدة قد حذرت إيران من مغبة تنفيذ هجوم من هذا النوع.
وقد ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن حذرت طهران علنًا وفي الخفاء من شن هجوم على إسرائيل انطلاقًا من العراق، لكنها لم تُظهر استعدادًا لخفض التصعيد. كما تم تحذير الحكومة العراقية من عواقب عدم منع الهجمات الإيرانية من أراضيها، التي قد تؤدي إلى رد فعل عسكري إسرائيلي.
معلومات عن صاروخ “فاتح 110”
النوع: صاروخ أرض-أرض نقطة إصابة عالية الدقة.
المدى: يصل إلى 300 كيلومتر.
القدرة التدميرية: يحمل رأسًا حربيًا بوزن 500 كيلوغرام.
الأبعاد: يبلغ طوله 8.8 مترًا وقطره 616 ملم.
الآلية: يعمل بالوقود الصلب، ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة.
تم استخدام هذا الصاروخ في استهداف قاعدة “تسرفين” التابعة للجيش الإسرائيلي بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب، ويُعتبر من بين الأسلحة المتقدمة التي تملكها إيران وحلفاؤها في المنطقة، ويعكس قدرة متزايدة على استهداف الأهداف الحيوية بدقة.
إرم نيوز
إضافة تعليق جديد