سجال روسي – تركي حول التطبيع مع دمشق

21-11-2024

سجال روسي – تركي حول التطبيع مع دمشق

رغم إدراجه ضمن الجولة الـ22 من محادثات “أستانا” حول سوريا التي عُقدت في العاصمة الكازاخية الأسبوع الماضي، يواجه ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة، المدعوم بوساطة روسية ودفع إيراني، تحديات جديدة. يأتي ذلك على خلفية الخلاف الروسي-التركي بشأن الوجود العسكري التركي في سوريا، حيث تصرّ أنقرة على ربط انسحاب قواتها بتطورات سياسية وميدانية، وهو ما ترفضه دمشق وتتفهمه موسكو بشكل جزئي.

تصريحات روسية تزيد التوتر

ألكسندر لافرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، أوضح عقب محادثات “أستانا” أن ملف التطبيع متعثر بسبب تمسّك دمشق بانسحاب القوات التركية، معتبراً أن أنقرة تتصرف كـ”دولة احتلال”. تصريحات لافرنتييف تعكس رفضاً روسياً مبطناً للموقف التركي، الذي يبدو متناقضاً مع محاولات أنقرة المستمرة للتقرب من دمشق.

حملة تركية إعلامية وضغوط سياسية

تزامنت تصريحات لافرنتييف مع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، ما دفع أنقرة لتصعيد خطابها الإعلامي ضد دمشق. تهدف تركيا إلى تجاوز قضية وجودها العسكري في سوريا، مع السعي لتنظيم حملة عسكرية مشتركة مع دمشق لإنهاء الإدارة الذاتية الكردية.

في هذا السياق، أشار وزير الخارجية التركي حاقان فيدان، في حديث لقناة A Haber، إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أظهر “إرادة سياسية قوية” للتواصل المباشر مع دمشق. واعتبر فيدان أن المبادرة التركية تعكس تحولاً كبيراً، قائلاً إن أردوغان أتاح لفريقه العمل مع السوريين والإيرانيين والروس عبر قنوات متعددة لتحقيق تقدم ملموس.

تحميل المسؤولية لدمشق

وفي محاولة لتغيير مسار النقاش، ركز فيدان على القضية الإنسانية، داعياً دمشق إلى اتخاذ خطوات لإعادة نحو 10 ملايين لاجئ سوري من الخارج. كما استغل الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لإلقاء اللوم على الحكومة السورية، زاعماً أنها تواجه تهديداً إسرائيلياً غير مسبوق.

رؤية تركية متفائلة تجاه الموقف الأميركي

وعلى صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة، أشار فيدان إلى أن أردوغان يتمتع بعلاقة قوية مع ترامب، متوقعاً عدم وجود خلافات كبيرة مع الإدارة الأميركية بشأن السياسة في سوريا. وأكد أن تركيا ستواصل استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات قبل ظهورها على حدودها.

مستقبل ملف التطبيع

ورغم محاولات تركيا دفع عجلة التطبيع مع دمشق، يبقى ملف انسحاب القوات التركية العائق الأكبر أمام أي تقدم. وبينما تواصل موسكو لعب دور الوسيط، تظل العلاقات السورية-التركية رهينة التفاهمات الإقليمية والدولية، خصوصاً في ظل تعقيد الملفات الإنسانية والسياسية والميدانية.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...