مسوّقو غزو العراق يتولون "المعلومات" عن إيران
يبدو أن الذين كلفوا جمع المعلومات التي سوقت لغزو العراق، هم أنفسهم الذين تكلفهم إدارة الرئيس جورج بوش جمع المعلومات عن إيران في وقت أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن خطر الحرب مع إيران لا يزال قائماً، “إذا أحس “الاسرائيليون” بأن أمنهم مهدد”، وقال سفير الكيان في ألمانيا إنه ينتظر عقوبات أوروبية على طهران، لكن وزيرة الخارجية الأمريكية أقرت بوجود تباين مع روسيا والصين بشأن حزمة ثالثة من العقوبات ضد الجمهورية الاسلامية. من جهة أخرى قال ساركوزي في حديث الى صحيفة “لونوفيل اوبسرفاتور” تنشره اليوم الخميس إن خطر الأزمة النووية واحتمال تحوله إلى حرب مع إيران يكمن في أن يحس “الإسرائيليون” بأن أمنهم يتعرض لتهديد حقيقي، وأكد أنه لا يشعر بقلق مثل أن يتدخل الأمريكيون عسكرياً في إيران.
وقال سفير “إسرائيل” في برلين بورام بن زئيف إن العقوبات الدولية الحالية على إيران “فعالة” وشجع على زيادتها وقال “للعقوبات تأثير في طهران، وهي ليست تمريناً بلا فائدة، فهي تؤلم، كذلك ينبغي تمديدها”، وأشار إلى أن الكيان ينتظر ان يرى عقوبات أوروبية على إيران إذا لم يقر مجلس الأمن الدولي الحزمة الثالثة من العقوبات.
وكانت كوندوليزا رايس قد أقرت، أمس، بوجود خلافات تكتيكية في وجهات النظر مع روسيا والصين في موضوع فرض عقوبات جديدة على إيران. واشارت إلى الخلافات حول توقيت العقوبات الجديدة وطبيعتها.
وفي غضون ذلك، جند المحافظون الجدد في الولايات المتحدة أجهزة الإعلام الأمريكية والمحللين الموالين في مراكز الدراسات والصحف على شن حملة لكسب الرأي العام تجاه ضرب إيران، بعدما صعَّب تقرير الاستخبارات إصدار مثل هذا القرار. ورأى مايكل ليدن وجون بولتون وبودوريتز أن مجتمع الاستخبارات يعمل على تقويض جهود الرئيس جورج بوش لاحتواء الخطر الإيراني، وأن أجهزة الاستخبارات باتت تخوض اكثر مما ينبغي في رسم السياسة بدلاً من تحليل المعلومات.
وقال مسؤولون في وكالات الاستخبارات الأمريكية “إنهم يخشون من أن يكون مكتب نائب الرئيس ديك تشيني يتلقى سلسلة معلومات مشكوكاً بصحتها حول الخطر الإيراني، كما إن إدارة جديدة في البنتاجون للملف الإيراني تضم الوجوه نفسها التي كانت مسؤولة عن جمع المعلومات عن العراق في مكتب الخطط الخاصة، مثل ابرام شولسكي، وجون تريجيلو ولادان آرشين.
وقال كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني السابق علي لاريجاني، أمس، إنه استقال من منصبه أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لخلافات في وجهات النظر بينه وبين الرئيس نجاد، وأشار الى انه كان يسعى بذلك الى تجنب اي احتكاك أو إهدار للوقت. ودعا لاريجاني الحكومة الى الاستفادة من النخب والكوادر كافة، وألا تعتمد على حزب واحد.
وطالب الإعلام الرسمي التابع للسلطة بالكف عن النبش في ملف المفاوض النووي الأسبق حسين موسويان، والعمل على رأب الصدع بين نجاد والرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني بدلاً من توسيع الهوة، لأن ذلك ليس من مصلحة البلاد.
وأشار الى أن ملف موسويان مسؤولية القضاء، وأن على السلطات الأخرى احترام استقلالية الجهاز القضائي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد