قــتل جــدته ليحــصل على نفــقات الســفر
قرر محمد السفر إلى دولة الإمارات بقصد العمل ونظراً لحاجته إلى نفقات السفر وعدم توفر المال لديه فكر بالحصول عليه عن طريق سرقة منزل جده لأمه، وفعلاً حضر إلى دار جده الكائنة في محلة الزاهرة بدمشق بقصد الزيارة وسرق أثناءها مفاتيح المنزل بغفلة من أصحابه، وبدأ بتحين فرصة خلو الدار، للوصول إلى مأربه، كما قام بشراء قفازين طبيين من الصيدلية، وبعد خمسة أيام اشترى سكيناً كبيرة من إحدى محلات المناخلية وذهب في نفس موعد سفره إلى منزل جده عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، لعلمه بأن جده يكون في هذا الوقت بعمله، وبعد قرعه جرس الباب فتحت له جدته فدخل إلى البيت زاعماً أنه أتى لوداعها قبل السفر، فاستقبلت الجدة حفيدها بترحاب، وقدمت له مع ضيفة كانت بزيارتها القهوة والفاكهة، وأثناء ذلك اتصل جده بالبيت، وعلم بوجوده، وودعه بدوره على الهاتف، ثم خرج من الدار وتسلل إلى درج الطابق الأعلى منتظراً خروج ضيفة جدته، ولما خرجت الضيفة، عاد محمد إلى دار جدته، وقرع مجدداً الجرس، ففتحت له جدته، واستغربت عودته بعد أن ودعها، فزعم أنه نسي في البيت جواز سفره، وأثناء مساعدتها له في البحث عنه، غافلها وطعنها بالسكين في ظهرها، وحين استدارت إليه، ودفعته عنها وهي تقول له حرام عليك،طعنها ثانية في عنقها وصدرها وخاصرتها ووجهها وأذنيها وكتفها ويدها وبطنها 22 طعنة فسقطت على الأرض وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة فوضع سكينه في جيبه، ولبس قفازيه بيديه، وقفل باب المنزل من الداخل بالمفتاح الذي كان قد سرقه فيما سبق، ثم اتجه نحو غرفة النوم، وخلع قفل الخزانة، وأخرج منها حقيبة كسر قفلها، وسرق كل ما فيها من نقود 533000 ل.س إضافة إلى المصاغ الذي كان داخل درج الخزانة، ثم قام بعد ذلك بغسل وجهه ويديه، وغادر الدار مسرعاً وأثناء طريقه إلى مكتب دبي للشحن تخلص من القفازين برميهما في الطريق واستلم بعد ذلك تذكرة الطائرة والفيزا من مكتب دبي، ثم اتجه نحو دار أهله لوداعهم يرافقه صديقه المدعو ماهر، وأثناء الطريق شاهد شقيق صديقه ماهر، فأودع لديه الكيس الذي يحتوي على المال والمصاغ المسروق.. وإثر دخوله إلى دار أهله شاهد والدته تبكي وعلم منها أن جدته قتلت وسرقت، فلم يثنه ذلك عن عزمه على السفر، وإنما ودع أهله، وأخذ حقائبه، واتجه إلى المطار برفقة كل من ماهر وبسام وأثناء الطريق تخلص من السكين ومفاتيح دار جده وثيابه الملطخة بالدماء بوضعهم في سلة قمامة في دورة مياه داخل المطار.. وطلب من بسام قبل أن يغادر صالة المسافرين أن يحول له المبالغ التي أودعها عنده إلى دبي، غير أنه أثناء صعوده إلى الدرج المؤدي إلى الطائرة التي ستقلع به بعد قليل، فوجئ برجال الأمن يلقون القبض عليه، وبتفتيش جيوب ملابسه عثروا معه على مبلغ 48000 ل.س من أصل المبلغ المسروق ووجد على ثلاث قطع نقدية منه آثار دماء، كما عثر على مبلغ مئة دولار مؤلف من قطعتين على إحداهما أيضاً آثار دماء، وكذلك كان جواز سفره ملوثاً بالدماء.. وبالتحقيقات الجارية مع المقبوض عليه اعترف بجريمته، إلا أنه عاد وأنكر أمام محكمة الجنايات إقدامه على قتل جدته، وأفاد أنه حين دخل إلى الدار وجد جدته مقتولة، فتركها وقام بسرقة المال والمصاغ، وزعم أن المغدورة كانت على خلاف دائم مع زوجها وأولادها، بسبب ما تملكه من مال وبأن الدافع لدى أي منهم بقتلها أكبر من دافعه...
غير أن هيئة المحكمة ردت ما أثير من قبل الدفاع، لأنه جاء متناقضاً مع مجريات التحقيق وسياقه، ومع ما أدلى به شهود الدفاع، كما وتدحضه الأدلة المأخوذة من مسرح الجريمة وخاصة بقع وآثار دماء المغدورة التي وجدت على ملابس المتهم، والأوراق النقدية التي ضبطت في المطار بحوزته..
وبناء عليه أصدرت محكمة الجنايات الثانية بدمشق، القرار رقم 577 في الدعوى أساس 29 المتضمن بالاتفاق:
تجريم المتهم محمد تولد 1981 بجناية القتل قصداً لأحد أصوله ، جدته، والحكم عليه بالإعدام وفقاً لأحكام المادة 535/3 من قانون العقوبات العام مع حجره وتجريده مدنياً وإسقاط دعوى الحق العام لجهة جرمي إخفاء مال مسروق والتستر على مجرم المسندين للمدعى عليه ماهر صديق المتهم، تبعا لشمول هذين الجرمين بمرسوم العفو العام.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد