أوباما يستعد لإعلان استراتيجية جديدة في أفغانستان
ينتظر ان يكشف الرئيس الامريكي باراك أوباما في الايام المقبلة عن استراتيجية جديدة في افغانستان في محاولة للخروج من المأزق الحالي.
وقد عرض مبعوث أوباما الخاص إلى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك السبت الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية، وهي ثمرة المراجعة الشاملة التي أمر بها أوباما فور تسلمه الرئاسة بعدما اتضح ان الاستراتيجية التي اتبعتها ادارة سلفه جورج بوش اخفقت في مواجهة تعاظم قوة حركة طالبان.
وقد سبق ان أقر أوباما نفسه بأن الولايات المتحدة لن تستطيع تحقيق انتصار في افغانستان.
واستراتيجيته الجديدة التي عرض هولبروك خطوطها العريضة تركز على التنمية ومعالجة المشكلات الاجتماعية في افغانستان أكثر منه على العمل العسكري.
كما ان هذه الاستراتيجية تنص على تعزيز سلطة الحكومة الافغانية.
ويأمل أوباما أن يحقق في افغانستان النجاح ذاته الذي حققته الولايات المتحدة في العراق بعد أن غيرت ادارة بوش استراتيجيتها.
ولكن الخبراء يحذرون من أن تحقيق مثل هذا النجاح في العراق سيكون اصعب بكثير مما تحقق في العراق.
وكان أوباما قد جعل من افغانستان أولوية في سياسته الخارجية، ووعد بارسال 17 الف جندي أمريكي اضافي لمواجهة تعاظم قوة المتمردين على الرغم من وجود 75 ألف جندي اجنبي في افغانستان.
وستقرر الولايات المتحدة ما إذا كانت سترسل مزيدا من التعزيزات. لكن الحل في افغانستان لا يمكن أن يكون عسكريا فقط، على حد قول واشنطن التي اصبح هدفها احتواء التهديد الارهابي وخلق ظروف للانسحاب من افغانستان حيث الحرب مستمرة منذ سبع سنوات.
ويفترض ان تقدم الادارة الجديدة رسميا استراتيجيتها قبل مؤتمر دولي حول افغانستان سيعقد في 31 مارس/آذار في لاهاي وقبل القمة المقبلة لحلف شمال الاطلسي في الثالث والرابع من ابريل/نيسان حيث سيطلب من اعضاء الحلف المساهمة.
وتنوي الولايات المتحدة نشر مئات المدنيين في البلاد لتنشيط التنمية الاقتصادية والسياسية على المستوى المحلي بينما يعتقد ان الحكومة المركزية في كابول تعاني من فساد مزمن وعاجزة عن تلبية الاحتياجات الاساسية للسكان.
كما تنص الاستراتيجية الجديدة على تعزيز القوات الافغانية ليبلغ عديدها 400 ألف رجل، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الامريكية، على أمل أن تتولى كابول مسؤولية أمنها القومي الذي يشكل شرط رحيل القوات الاجنبية من افغانستان.
وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الامريكي الخاص لافغانستان وباكستان ان “تأهيل الشرطة والتعليم والزراعة والصحة” هي محاور التحرك المدني الدولي الذي يجب القيام به استكمالا للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوة الدولية للمساعدة على احلال الأمن التابعة لحلف شمال الاطلسي.
وخلال ندوة في بروكسل السبت، استعرض هولبروك المسائل التي تنوي واشنطن بحثها خلال المؤتمر الدولي المزمع، فأكد أهمية مكافحة تهريب الافيون والهيروين، معبرا عن أسفه لأن “800 مليون دولار تنفقها الولايات المتحدة في هذا القطاع سنويا لم تسفر عن أي نتيجة اطلاقا”.
وتنتج افغانستان تسعين في المائة من الحصاد العالمي من هاتين المادتين.
واضاف ان الادارة الامريكية تريد ان يتمتع قطاع الزراعة الافغاني بدعم واسع بما في ذلك في الري وبناء طرق لربط الفلاحين الافغان المعزولين. كما شدد على أهمية قطاع الصحة.
الا ان هولبروك شدد خصوصا على ضرورة تعزيز القوات الأمنية وتحسين نوعية الشرطة الافغانية التي قال إن عديدها قليل والفساد مستشر فيها.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد