أوبامالايقبل بشرعية«مواصلةالاستيطان»ويعمل لسلام يشمل سورياولبنان
وجه الرئيس الأميركي باراك اوباما، في أول خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، رسالة صارمة إلى قادة العالم حضهم فيها على العمل بشكل مشترك لحل المشاكل الأكثر إلحاحا، معتبراً أنه لا يمكن لبلاده أن تحل مشكلات العالم وحدها. كما انتقد مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، داعياً إلى سلام شامل في المنطقة يشمل لبنان وسوريا.
أمّا الرئيس الليبي معمّر القذافي، فانطلق، في أول كلمة له أمام الجمعية العامة منذ تسلمه الحكم قبل أربعين عاماً، في نقد لاذع للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي داعيا الى إصلاحهما ونقل مقراتهما، وذلك في خطاب ناري استغرق نحو ساعة ونصف ساعة، لم يستطع من خلاله كسر الرقم القياسي للرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو (أربع ساعات ونصف ساعة).
واعتبر أوباما أن «الوقت حان كي يتحرك العالم في اتجاه جديد»، مضيفاً «علينا اعتناق عصر جديد من الارتباط القائم على المصلحة المشتركة والاحترام المشترك». ولفت إلى أنّ «من كانوا ينتقدون الولايات المتحدة لأنّها عملت وحدها في العالم، لا يمكنهم الآن الوقوف والتفرج على الولايات المتحدة وهي تحل مشكلات العالم وحدها».
ووجه اوباما انتــقادات للأمم المتحدة، معتبراً أنّ «ما يدعـو الى الحـزن ولكن ليس إلى الدهشة، أن هذه المنظمة تحولت في كثير من الأوقات الى منبر لزرع الخلاف بدلا من بناء أرضيات مشتركة».
وحذر الرئيس الاميركي من «تزايد تهديد انتشار الأسلحة النووية من حيث الحجم والتعقيد»، معتبراً أنه «إذا لم نتحرك، فستكون تلك دعوة لسباقات الأسلحة النووية في كل منطقة، وسنسمح باحتمالات وقوع الحروب والأعمال الإرهابية على مستوى لا يمكننا تصوره».
وحول الوضع في الشرق الأوسط قال أوباما «لا نزال ندعو الفلسطينيين الى وقف التحريض على إسرائيل ونواصل التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي» في الضفة الغربية، في تراجع واضح عن الموقف الأميركي الذي كان يعتبر تجميد الاستيطان شرطا لاستئناف المفاوضات، وأضاف «سأواصل السعي من أجل إحلال سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين والعالم العربي»، معتبراً أنه «آن الأوان لإعادة إطلاق، ومن دون شروط، محادثات الوضع النهائي التي تشمل أمن الاسرائيليين والفلسطينيين والحدود واللاجئين ومدينة القدس». وأضاف «الهدف واضح: دولتان تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن. دولة إسرائيل اليهودية، مع الأمن الحقيقي لجميع الإسرائيليين، ودولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة مع تواصل جغرافي ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتحقق إمكانات الشعب الفلسطيني».
وتابع «فيما نتابع هذا الهدف، سنعمل أيضا على السعي للسلام بين إسرائيل ولبنان وإسرائيل وسوريا، وسلام أوسع بين إسرائيل والعديد من الجيران. في السعي لتحقيق هذا الهدف، سنستمر بتطوير المشاركة في المبادرات الإقليمية مع مشاركة دولية، جنبا إلى جنب مع المفاوضات الثنائية». لكنه قال «لست ساذجا. أعرف أن هذا سيكون صعبا».
من جهة ثانية حذر أوباما من ان برنامجي كوريا الشمالية وإيران النوويين يهددان بأخذ العالم إلى «منحدر خطر»، محذراً من أنه «إذا اختارت حكومتا كوريا الشمالية وإيران تجاهل القواعد الدولية وإذا وضعتا سعيهما للحصول على اسلحة نووية قبل الاستقرار الاقليمي وإذا تجاهلتا مخاطر تصعيد سباق التسلح النووي في شرق آسيا والشرق الاوسط، عندها تجب محاسبتهما».
وبعد بضع ساعات على إلقائه للخطاب، قال أوباما إنه اتفق خلال محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على وجوب دراسة فرض عقوبات شديدة إضافية على إيران إذا لم تستجب في ما يتعلق بملفها النووي. وشدد على أنه ملتزم بالإبقاء على الجهود الدبلوماسية الحثيثة مع إيران ولكن إذا لم يكن بالإمكان حل القضية النووية فإن ذلك سيؤدي لمشكلة عالمية في ما يتعلق بالحد من الانتشار النووي.
وفي اختلاف واضح آخر عن خطاب سلفه جورج بوش، لم يأت أوباما على ذكر قضية نشر الديموقراطية في العالم سوى مع نهاية خطابه. ورغم تأكيده على استمرار دعم بلاده لهذا الهدف فإنه أقر بأن «الديموقراطية لا يمكن فرضها من قبل أي دولة من الخارج. فكل مجتمع يجب أن يبحث عن طريقه. ولا يوجد طريق يتسم بالكمال. فكل دولة ستتبع الطريق المتجذر في ثقافة شعبها. وفي الماضي كانت أميركا كذلك كثيرا ما تكون انتقائية في دعمها للديموقراطية».
من جهته، اتهم الرئيس الليبي معمر القذافي الدول صاحبة حق النقض في مجلس الأمن الدولي بخيانة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وقام القذافي بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة لتأكيد اعتراضه على تشكيلة مجلس الأمن واحتفاظ الدول الدائمة بحق الفيتو، وخاصة اميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بينما استثنى الصين قائلا إنها الدولة الوحيدة التي انتخبها أعضاء الجمعية لعضوية مقعد دائم في مجلس الأمن.
واعتبر القذافي، في خطابه الذي استغرق ساعة وخمسا وثلاثين دقيقة، وهو أمر اضطر الجهاز الإداري في الأمم المتحدة إلى استبدال مترجم بآخر، أن على أفريقيا أن تتلقى سبعة آلاف و770 مليار دولار من التعويضات من مستعمريها السابقين.
كما طالب القذافي بنقل مقر الأمم المتحدة من مدينة نيويورك إلى مكان آخر من العالم، مقترحاً مدينة سرت الليبية أو فيينا النمساوية أو الصين أو الهند.
من جهة أخرى، شدد القذافي على وجوب أن تحقق الجمعية العامة في الحروب التي حصلت بعد إنشاء الأمم المتحدة، ومنها حرب فيتنام والعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 وحتى غزو للعراق في العام 2003، وما تخللها من إعدامات لأسرى الحرب.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد