هنية يدعو لحل السلطة وفتح تتريث

نقلت حركة «حماس» فكرة حل السلطة الفلسطينية من الهوامش الى مركز النقاش الوطني، بدعوة رئيس الحكومة اسماعيل هنية الى بدء نقاش جدي في شأن جدوى استمرار السلطة في ظل استهدافها واستهداف مسؤوليها من جانب اسرائيل.

وكانت المفاجأة الأكبر في التأييد الذي حظيت به دعوة هنية بين شخصيات سياسية مهمة من وزن رئيس كتلة الطريق الثالث، وزير المال النائب سلام فياض الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع واشنطن والاتحاد الاوروبي، والنائب زياد ابو عمرو أحد أبرز مهندسي الحوار بين «فتح» و «حماس».

وقال فياض إن الدعوة لمناقشة مستقبل السلطة مهمة جدا في ضوء ما تتعرض اليه من تهميش وعزل من المجتمع الدولي. وأضاف: «وجود السلطة هو مصلحة اميركية ومصلحة اسرائيلية ومصلحة دولية، واذا ما استمر تهميشها وعزلها عن لعب دور في العملية السياسية... يصبح التساؤل عن جدوى بقاء هذه السلطة». واضاف: «باتت مساهمة السلطة في العملية السياسية محصورة بإعفاء اسرائيل من تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة».

وأبدى ابو عمرو تأييدا متحفظاً لفكرة حل السلطة، وقال: «يجب الخوض في نقاش جدي في شأن مستقبل السلطة، لأننا نخشى ان تكون واجهة للاحتلال، لكن اذا كانت اسرائيل مصممة على هدمها، ألا يعني ذلك ان هذه السلطة اصبحت عبئاً على الاحتلال؟».

وكان هنية افتتح جلسة للمجلس التشريعي امس خصصت للبحث في تداعيات اعتقال رئيس المجلس الدكتور عزيز الدويك، بكلمة فاجأ فيها الجميع عندما دعا الى مناقشة إمكان حل السلطة، وقال: «على كل النخب السياسية، الرئاسة والحكومة والبرلمان والقوى والفصائل، البدء في مناقشة جادة لمستقبل السلطة في ضوء هذا الهجوم الاسرائيلي المتواصل عليها». وأضاف: «ليس معقولا فرض هذا الحصار الشديد واغلاق المعابر ومواصلة سياسة الخطف والاغتيال والاعتقال من دون اي تساؤل عن جدوى بقاء السلطة».

لكن كتلة «فتح» في المجلس التشريعي لم تبد حماسة لهذه الفكرة التي أيدها نواب «حماس» في مداخلاتهم اللاحقة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير النائب صائب عريقات: «استهداف السلطة ليس جديدا، اذ حاصرت اسرائيل الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره في المقاطعة، ومنذ العام 2000 استخدمت سياسة تدمير منهجي لمؤسسات السلطة ومقرات اجهزتها، لكن هذا لم يدعنا الى حلها».

محمد يونس

المصدر: الحياة