كلينتون تطلب من تركيا الانسحاب من الملف الإيراني
في إشارة واضحة لاستمرار الضغوط الأميركية على تركيا، والتي بدأت بالاعتراض على اتفاق طهران النووي الثلاثي الايراني التركي البرازيلي، ومن ثم في فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي، ذكرت مصادر صحافية تركية، أمس، إن الإدارة الأميركية طلبت من تركيا عدم التدخل في ملف إيران النووي، وترك ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة فيينا.
إلى ذلك، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توسيع اللجنة السداسية للتفاوض، بضمّ تركيا والبرازيل، لكنه دعا إلى إجراء محادثات على أساس مبادرتهما والاتفاق الثلاثي حول تبادل الوقود النووي
ونقلت صحيفة «راديكال» عن مصادر أميركية قولها إن الاتصال الهاتفي بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو، الأحد الماضي، قد شهد طلباً أميركياً قوياً في أن تنسحب تركيا من جهودها للتوصل إلى حل للمشكلة بين إيران والغرب. وذكرت إن البرنامج النووي الإيراني قد احتل الحيّز الأكبر من النقاش بين كلينتون وداود اوغلو الذي استمر ساعة.
ومقابل اتفاق طهران النووي، الذي نجحت تركيا مع البرازيل في إقناع إيران بتوقيعه، بادرت واشنطن إلى رفضه، بل تشديد العقوبات على إيران عبر القرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. ورغم ذلك أعلنت إيران استعدادها لمواصلة المفاوضات مع الغرب، وفق إعلان طهران، الذي يتضمن إجراء عملية تبادل لليورانيوم المنخفض التخصيب بآخر عالي التخصيب على الأراضي التركية.
في هذه المرحلة، وفيما كانت كلينتون موجودة في صربيا مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان للمشاركة في الذكرى الـ 15 لمجزرة سربرينيتشا، كان داود اوغلو يتصل مطولاً بكلينتون.
ورغم أن المصادر التركية تقول إن كلينتون أثنت على جهود تركيا في الملف النووي الإيراني وتنظر إليها بتقدير إلا أنها أشارت إلى أن التوقعات التركية من إيران كانت عالية جداً ومبالغاً فيها. ووفقاً لمصدر أميركي فقد طلبت كلينتون من داود اوغلو البقاء بعيداً عن الملف النووي الإيراني، بل الانسحاب منه.
ويقول هذا المصدر إن الوزير التركي «وافق» على طلب كلينتون، لكن مصادر في وزارة الخارجية التركية نفت الادعاءات الأميركية، مشددة على أن داود اوغلو لم يوافق على الطلب الأميركي، بل انه قال لها إن «حوار تركيا مع إيران لن يتوقف، وسنقوم بكل ما تتطلبه علاقات الجوار، وفي الوقت ذاته نحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن الدولي».
وقال داود اوغلو، في لشبونة، إن أنقرة ستواصل الانخراط في الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف حول الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن أنقرة تريد تسهيل التوصل إلى حل سلمي لهذا الموضوع. وأضاف «لا نريد وجود أسلحة نووية في منطقتنا»، مشيراً إلى انه لا يزال يجري «حواراً بناء جداً» مع واشنطن بالرغم من تصويت أنقرة ضد العقوبات الدولية في مجلس الأمن.
لم يقتصر نقاش كلينتون - داود اوغلو على إيران، بل تطرّق إلى العلاقات التركية الإسرائيلية، حيث قاربت وزيرة الخارجية بإيجابية طلب تركيا تشكيل محكمة دولية مستقلة حول العدوان على «أسطول الحرية»، لكنها تمنت على أنقرة في الوقت ذاته الاستمرار في الحوار مع تل أبيب، حيث تمثل العلاقات التركية الإسرائيلية، وفقاً لمسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، أهمية بالغة لمنطقة الشرق الأوسط.
كما اتفق داود اوغلو مع كلينتون على التنسيق لمواجهة «إرهاب» حزب العمال الكردستاني، واتخاذ كافة التدابير الاقتصادية والسياسية، ومنها العمليات العسكرية لمواجهته.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد