الفرسان الثلاثة في مواجهة بوش
تميز اليوم الثاني من اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بهجوم الاعداء الثلاثة للرئيس الاميركي جورج بوش ومجلس الامن الدولي، بدأه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اتهم واشنطن ولندن بإساءة استغلال الامم المتحدة من اجل مصالحهما الخاصة. وانتقد القوى العظمى التي منعت مجلس الامن من التحرك لوقف الهجوم الاسرائيلي على لبنان.
ثم واصل الهجوم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي وصف بوش بأنه الشيطان نفسه و ديكتاتور العالم ، فيما فاجأ نظيره البوليفي ايفو موراليس الرؤساء والقادة في نيويورك برفعه نبتة الكوكا الممنوعة في الولايات المتحدة.
وقال نجاد، الذي لم يحضر بوش خطابه، مثلما لم يحضر الرئيس الايراني خطابه، ان كافة انشطتنا النووية شفافة وسلمية، وتجري تحت الرقابة الدقيقة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتساءل لماذا تعارض بعض الحكومات هذا الحق. وأدان الذين انتجوا قنابل ذرية، واستخدموها للأسف ضد الانسانية ، في اشارة الى الولايات المتحدة.
وانتقد نجاد بعنف القوى المتسلطة التي تفرض سياساتها القائمة على الإقصاء في الآليات الدولية، بما في ذلك في مجلس الأمن ، في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال إن مجلس الأمن لا يمكن ان يُستخدم على ما يبدو الا لتوفير امن وحقوق بعض القوى العظمى.
ورأى نجاد ان المحتلين (في العراق) عاجزون عن بسط الامن، ولا يملكون الارادة السياسية الضرورية للقضاء على مصادر عدم الاستقرار. وقال لا يمر يوم في العراق من دون مقتل مئات بدم بارد، والمحتلون عاجزون عن احلال الامن في هذا البلد. واعتبر نجاد ان تكثف القتال في العراق والارهاب يستخدمان ذريعة للابقاء على وجود قوات اجنبية. وتساءل هل يمكن لمجلس الامن ان يؤدي دورا في اعادة السلام والامن في حين ان المحتلين انفسهم اعضاء دائمون فيه.
وحول هجوم الكيان الصهيوني على لبنان، عبر احمدي نجاد عن اسفه لمنع مجلس الامن من قبل بعض القوى العظمى من الدعوة الى وقف اطلاق النار في الايام الاولى للهجوم ، في اشارة اخرى الى الولايات المتحدة، ما ادى الى تشريد حوالى مليون ونصف المليون لبناني والدمار الذي حل بلبنان.
وانتقد نجاد أبطال الديموقراطية المزعومين لرفضهم الاعتراف بالحكومة التي شكلها بصورة ديموقراطية الفلسطينيون بعد الانتخابات التي فازت فيها حركة حماس. ووصف اسرائيل بأنها مصدر للتهديد وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط. ورأى ان الدولة العبرية استخدمت من قبل بعض القوى العظمى اداة للضغط والقمع ضد شعوب المنطقة.
وقال تشافيز بالأمس، جاء الشيطان (بوش) الى هنا، ولذلك فإن رائحة الكبريت لا تزال تفوح من المكان. وصفق الحضور للرئيس الفنزويلي عندما وصف نظيره الاميركي ب ديكتاتور العالم. واضاف ان الشيطان يتحدث كما لو كان يمتلك العالم، علينا أن نستدعي طبيبا نفسيا ليحلل حالته. وتابع نزعات السيطرة لدى الامبراطورية الأميركية تعرض بقاء النوع البشري نفسه للخطر.
وشدد على أن هيمنة القوى العالمية على مجلس الأمن أفقدت المجلس قيمته. وقال لا أعتقد أن أحدا في هذه القاعة يمكن أن يدافع عن النظام. لنكن صرحاء. لقد انهار نظام الأمم المتحدة الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية. لا قيمة له.
وقال إن حق النقض اللاأخلاقي للولايات المتحدة سمح لإسرائيل بمواصلة قصفها الشديد للبنان لأكثر من شهر. وشدد على أن على الدولة العبرية إعادة الجولان المحتل الى سوريا.
ورفع تشافيز امام الجلسة كتاب الهيمنة والبقاء للمفكر الاميركي نعوم تشومسكي. وقال ان هذا الكتاب يتحدث عن الاستراتيجية الامبريالية التي تتبعها الولايات المتحدة، التي تشكل أكبر تهديد يلوح فوق كوكبنا ، ونصح الحضور بقراءته.
وقال على الشعب الأميركي أن يقرأ هذا... عوضاً عن مشاهدة أفلام سوبرمان.
وهاجم الرئيس البوليفي ايفو موراليس الدول التي عندما لا تستطيع ان تسرق بالقانون، فإنها تستخدم القوات العسكرية، في اشارة الى الغزو الاميركي للعراق. ودعا الى رحيل قوات الاحتلال من العراق.
وفاجأ موراليس الرؤساء والقادة المجتمعين في الجمعية العامة برفعه نبتة الكوكا احتجاجا على انتقاد واشنطن لسياسة بوليفيا حيال مكافحة المخدرات. وقال، وسط تصفيق الحضور، الكوكا اخضر، وليس ابيض مثل الكوكايين ، مضيفا علميا... تم البرهان ان الكوكا لا تؤذي الانسان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد