قبرص تفرض قيوداً على الحركة المالية: إعادة فتح المصارف اليوم
الغموض والخوف يلفّان الشارع القبرصي. غموضٌ حول إعادة فتح المصارف القبرصية اليوم، والتي ما زالت مغلقة منذ منتصف الشهر الحالي، وخوف من طوفان مودعين عليها لسحب ودائعهم.
إلا أن الصعوبة التي تواجهها السلطات المالية هي في ضمان صلابة «مصرف قبرص»، أكبر مصارف البلاد، الذي سيتم اقتطاع 40 في المئة من ودائعه التي تفوق مئة ألف يورو.
وأعلنت المتحدثة باسم المصرف المركزي القبرصي أليكي ستيليانو أمس، أن «المصارف ستكون في خدمة الزبائن اعتباراً من ظهر يوم غد (اليوم) وحتى الساعة السادسة مساء».
ولم يصدر أي تصريح بشأن إعادة فتح «مصرف قبرص»، الذي تقررت إعادة هيكلته، وثانيها «مصرف لايكي»، الذي تقررت تصفيته.
إلا أن مصدراً أوروبياً قال إنه «من غير المرجح أن يفتح المصرفان أبوابهما الخميس (اليوم)». وأضاف المصدر «سيكون جيداً إذا أعيد فتح المصارف الأخرى، الأمر شديد التعقيد»، مشيراً إلى أنه في ما يخص مصرف «لايكي» فإن الأمر يتعلق «بتنظيم كيفية تمكين المودعين من التصرف بودائعهم التي تقل عن مئة ألف يورو والتي ستنقل إلى مصرف قبرص».
وأفادت صحيفتا «كاثيمريني» اليونانية و«فيليلفتروس» القبرصية بأن المصرف المركزي القبرصي، وبهدف الحد من هروب الرساميل، فرض قيوداً على حركة الأموال عبر الحد من الأموال النقدية التي يمكن للمسافرين حملها، والحد من سحوبات بطاقات الائتمان، ومنع صرف الشيكات نقداً.
وبموجب قرار سيسري مبدئياً لسبعة أيام، سيمنع الأفراد من حمل أكثر من ثلاثة آلاف يورو نقداً لدى سفرهم إلى الخارج. أما تحويل الأموال والشراء أو السحب ببطاقات الائتمان في الخارج، فتم تحديده بخمسة آلاف يورو. كما أنه لن يسمح بصرف الشيكات نقداً، ويتعين إبراز وثائق للواردات التي تزيد عن 500 يورو.
وفي الوقت الحالي، يمكن لمودعي أكبر مصرفين في البلاد أن يسحبوا 300 يورو في اليوم فقط.
ويخضع المصرفان إلى خطة إنقاذ الجزيرة المبرمة بين السلطات القبرصية ودائنيها في الترويكا الأوروبية، والتي تقضي بتصفية «لايكي» وخصم 40 في المئة من ودائع «مصرف قبرص»، التي تتجاوز مئة ألف يورو.
كذلك ساد الغموض بشأن إدارة «مصرف قبرص»، الذي رفض مجلس إدارته استقالة رئيسه اندرياس ارتيميس أمس الأول، في حين أقال المصرف المركزي مديره التنفيذي أمس، بناء على طلب من الترويكا الأوروبية.
وستطال التدابير المتخذة لمنع تهريب الرساميل أيضاً، ودائع أجانب في قبرص وخصوصاً الودائع الروسية المقدرة بنحو 20 مليار يورو، والتي ستخضع إلى اقتطاع كبير من ضمن إجراءات خطة الإنقاذ.
وفي اليونان، التي تقيم على غرار روسيا علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة مع قبرص، فتحت فروع المصارف القبرصية الثلاثة في اليونان، وهي «مصرف قبرص» و«لايكي» و«مصرف هيلينيك»، أبوابها أمس، بعدما استوعبها مصرف «بيريوس» اليوناني. ولم تخضع هذه الفروع الثلاثة، التي أصبحت تحت إدارة يونانية، للاقتطاعات المفروضة على المصارف القبرصية في قبرص.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد