هُنا القرداحة... مسقط رأس عائلة الأسد. المدينة المقيمة خارج زمان الثورة وبعيداً عن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ آذار 2011، تدور اليوم في فلك الحزن على أبنائها الذين قضوا في المعارك بين الجيش وقوات المعارضة. بعض فقرائها يقول: «فدا سوريا ورئيسها»، فيما البعض الآخر يتساءل بحنق وسخط: «إلى متى هذا التهاون بأرواح أبنائنا؟». أما جثامين أبنائها فلا يغطّيها سوى العلَم السوري بنجمتَيه الخضراوَين، فيما تجلس امرأة وحيدة على أحد التلال حيث ينتشر عددٌ من القبور تنتحب بحرقة حداداً على من فارق البلدة من خيرة شبّانها في الاقتتال الداخلي، مختصرةً أحزان منطقة لطالما بقيت عصيّة على الاختراق